قلق إسرائيلي من تفكك سيطرة حماس على قطاع غزة.. ماذا عن أهداف الحرب؟

حماس
حماس

تصاعدت التحذيرات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من احتمال دخول ملف الرهائن في غزة مرحلة أكثر تعقيدًا، في حال فقدت حركة حماس سيطرتها على القطاع، ما قد يؤدي إلى انتقال الرهائن إلى قبضة جماعات مسلحة أخرى لا تخضع لقيادة موحدة وتفتقر إلى مركزية القرار، الأمر الذي سيزيد من صعوبة التفاوض ويهدد بفقدان أثر الرهائن إلى أجل غير معلوم.

قلق عسكري من تفكك سيطرة حماس

وفي إحاطة أمنية خاصة لعائلات الرهائن، كشف مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن انهيار البنية التنظيمية لحماس في غزة قد يؤدي إلى تفكك منظومة احتجاز الرهائن، وبالتالي توزعهم بين عدة ميليشيات محلية، بعضها قد لا يكون معروفًا لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. 

اقرأ أيضًا:

وأشار المسؤولون إلى أن هذا السيناريو المعقد سيجبر إسرائيل على خوض مفاوضات متعددة الجبهات مع أطراف مختلفة، بعضها متطرف أو لا يتمتع بأي بنية تفاوضية عقلانية، ما سيجعل إطلاق سراح الرهائن شبه مستحيل.

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المسؤولين اعتبروا الوضع الحالي – حيث لا يزال معظم الرهائن في قبضة الجناح العسكري لحماس الذي يتمتع بقيادة مركزية ومنظمة – "فرصة نادرة" يجب استغلالها قبل أن تنهار هذه المنظومة وتبعثر الأوراق، ما قد يؤدي إلى ضياع الرهائن حرفيًا.

انقسام داخل المؤسسة الأمنية

في المقابل، ظهرت تقديرات متباينة داخل المنظومة العسكرية الإسرائيلية، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤول أمني رفيع يتابع عن كثب ملف الرهائن قوله: "لا توجد مؤشرات حقيقية على قرب انهيار حماس، ولا أعتقد أن تفكك قيادتها الداخلية أمر ممكن في المدى القريب، حتى في ظل احتجاجات شعبية أو ظروف ميدانية صعبة". 

ويعكس هذا التصريح وجود خلافات داخلية في التقدير الاستراتيجي بين من يرون في استمرار الوضع القائم فرصة لإنجاز صفقة، وبين من يعتقدون أن الوقت قد لا يكون في صالح إسرائيل، مع احتمال تصاعد الفوضى الأمنية في غزة.

عائلات الرهائن

بدورها، أعربت لجنة عائلات الرهائن في غزة عن قلقها البالغ حيال ما وصفته بـ"التحذيرات الكارثية" الصادرة عن الجهات الرسمية، مؤكدة أن العائلات تشعر بالصدمة والخوف الشديد من احتمالية أن يختطف أحباؤهم مجددًا على يد ميليشيات محلية في غزة، أو أن يضيع أثرهم نهائيًا في ظل الفوضى المحتملة. 

واعتبرت اللجنة أن استمرار الوضع الميداني دون حل حقيقي قد يؤدي إلى تورط إسرائيل في مستنقع غزة لسنوات طويلة، محذرة من أن هذا السيناريو يجب أن يكون "ناقوس خطر يدق في كل بيت إسرائيلي"، وفق تعبير الصحيفة.

جهود أمريكية مكثفة

في خضم هذه الأزمة، يقود المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، جهودًا حثيثة لتحريك المياه الراكدة في ملف الرهائن، عبر تكثيف التواصل مع الأطراف الوسيطة، وعلى رأسها قطر، بهدف دفع حماس لتقديم موقف تفاوضي أقرب إلى المقترح الأمريكي المطروح مؤخرًا. 

وتقول المصادر إن ويتكوف يعمل على تشكيل قاعدة تفاوضية أعمق في العاصمة القطرية الدوحة، تمهيدًا لمحادثات قد تفضي إلى اتفاق جزئي أو مرحلي.

كما أفادت التقارير بأن ويتكوف مارس ضغوطًا مباشرة على الوزير رون ديرمر، أحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لحثه على تعزيز الاتصالات مع الجانب القطري باعتباره الجهة الأكثر تأثيرًا على قيادة حماس الخارجية. 

وفي السياق ذاته، يواصل رئيس جهاز الموساد، ديدي برنياع، الإشراف على القناة الاستخباراتية للمفاوضات، بعد أن كان قد قاد في السابق فريق التفاوض قبل أن يستبدل مؤخرًا بديرمر لأسباب سياسية وتنظيمية داخلية.

إرم نيوز