رغم الهدنة.. ترامب يستفز إيران بأغنية ساخرة تهدد المرشد الأعلى (فيديو)

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في خطوة مثيرة للجدل تحمل أبعادًا سياسية وإعلامية خطيرة، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال" مقطع فيديو يظهر قاذفات الشبح الأميركية B-2 وهي تسقط قنابل على أهداف عسكرية حساسة، زاعمًا أنها عمليات ضد منشآت نووية إيرانية. 

وقد أرفق الفيديو بأغنية معدلة ذات طابع تهكمي تحمل اسم "قصف إيران"، أثارت موجة من الاستياء والتساؤلات حول توقيت الرسالة ومضمونها.

لقطات لضربات على فوردو ونطنز وأصفهان

يعرض الفيديو مشاهد توثق عمليات عسكرية سابقة نفذتها القوات الأميركية ضد أهداف إيرانية استراتيجية، أبرزها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، ومجمع نطنز النووي، إضافة إلى منشآت حيوية في مدينة أصفهان. 

ويظهر في المقاطع استخدام قاذفات B-2 ذات القدرة التدميرية الهائلة، والتي غالبًا ما تستخدم في المهام المعقدة وعالية الدقة.

وبدا اختيار ترامب لهذه اللقطات متعمدًا لإرسال رسالة سياسية واضحة، خصوصًا في ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل على خلفية الملف النووي الإيراني، والهجمات الأخيرة المتبادلة التي طالت منشآت نووية في عمق إيران.

أغنية ساخرة

ما زاد من حدة الاستفزاز في المقطع، أن ترامب اختار أغنية معدلة من العمل الموسيقي الشهير "باربرا آن"، تم إعادة صياغة كلماتها بطريقة عدائية، حيث تضمنت عبارات مباشرة مثل "سنخبر المرشد الأعلى... سنضعك في صندوق! قصف إيران!".

وتعد هذه الكلمات تصعيدًا لفظيًا غير مألوف من رئيس أميركي تجاه القيادة الإيرانية، إذ تخرج عن الأعراف الدبلوماسية حتى في أحلك فترات التوتر بين واشنطن وطهران.

التوقيت حساس

ويأتي نشر هذا الفيديو في لحظة دقيقة، إذ تشهد المنطقة توترًا غير مسبوق بعد الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، ضمن ما وصفته واشنطن بأنه رد وقائي على نشاطات نووية مشبوهة. 

كما تتزامن هذه الرسالة البصرية الاستفزازية مع استمرار التراشق بين إيران وإسرائيل، الأمر الذي يجعل من خطاب ترامب أكثر اشتعالًا وتأثيرًا.

وفي تصريحات أدلى بها مؤخرًا، حمل ترامب كلًّا من إيران وإسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع، وقال بسخرية: "إنهم يتقاتلون منذ وقت طويل دون معرفة من الفائز، ولا يبدو أن هناك نهاية لهذا الصراع"، ما يشير إلى موقف غير منحاز تقليديًا، لكنه في الواقع يُضمر انتقادات للطرفين في الوقت ذاته.

ضربات أميركية وتأثير محدود

ورغم أن ترامب حرص على وصف الضربات التي تم تنفيذها مؤخرًا ضد مواقع نووية إيرانية بأنها "ناجحة" من الناحية العسكرية، إلا أن تقارير استخباراتية سربت لاحقًا أوضحت أن التأثير الحقيقي لتلك العمليات كان محدودًا، ولم يؤخر البرنامج النووي الإيراني سوى بضعة أشهر فقط، ما يعني أن التهديد الإيراني لا يزال قائمًا، ويحتاج إلى استراتيجية أكثر شمولية لمعالجته.

وحتى لحظة نشر الخبر، لم يصدر أي بيان رسمي من البيت الأبيض أو من الإدارة الأميركية حول الفيديو المثير للجدل الذي نشره ترامب.

روسيا اليوم