واشنطن تنوي توجيه رسائل حاسمة إلى تل أبيب بشأن غزة.. أوقفوا هذه المهمة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن نية الإدارة الأمريكية توجيه رسالة مباشرة إلى إسرائيل، خلال زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، تتعلق بضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة وتأجيل أي خطوات تتعلق بتفكيك حركة حماس، في تحول واضح في مواقف واشنطن من مسار الحرب المستمر منذ أكتوبر 2023.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض - رفض الكشف عن اسمه - أن زيارة ديرمر، المقررة غدًا الاثنين، سوف تتضمن لقاءات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، حيث سيتم التأكيد له على أن الأولوية الآن هي وقف الحرب وإنقاذ الرهائن الأحياء، وليس الإصرار على تفكيك حماس كشرط مسبق.

زيارة حاسمة

وأكدت الصحيفة أن من بين الملفات الرئيسية التي ستطرح في لقاءات ديرمر، إلى جانب ملف غزة، المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي، وكذلك إمكانية توسيع دائرة "الاتفاقيات الإبراهيمية" للتطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وهو المشروع الذي يحظى بدعم قوي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لكن الأبرز، بحسب "هآرتس"، هو أن وقف الحرب في غزة أصبح على رأس أجندة واشنطن، ومرتبط ارتباطًا مباشرًا بأي زيارة محتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية، حيث أفادت الصحيفة أن البيت الأبيض أبدى اهتمامه باستقبال نتنياهو، لكن توقيت الزيارة مرهون بنتائج المحادثات التي سيجريها ديرمر.

وفي سياق متصل، كان الرئيس الأمريكي ترامب قد صرح الجمعة الماضية بأنه يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل، ما أثار دهشة أوساط إسرائيلية خاصة أن نتنياهو لم يظهر أي تغيير في موقفه، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤولين إسرائيليين بارزين.

موقف حماس

على الطرف الآخر، أكدت حركة حماس مرارًا خلال الأسابيع الأخيرة استعدادها لـإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، شرط أن تتوقف الحرب، وينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع، ويتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو موقف تصفه أوساط عربية ودولية بأنه واضح ومباشر، في حين يتهم مراقبون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل الوصول إلى اتفاق شامل.

وتتهم أوساط إسرائيلية معارضة نتنياهو بأنه يوظف الحرب لأغراض سياسية شخصية، خاصة في ظل اتهامات الفساد التي تلاحقه وتهديدات المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله، حيث يواصل الترويج لخطط إعادة احتلال غزة، ويفرض شروطًا جديدة في كل جولة مفاوضات أبرزها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية بالكامل.

أرقام مأساوية

وفقًا لتقديرات إسرائيلية، فإن عدد الأسرى المحتجزين في قطاع غزة يبلغ نحو 50 شخصًا بينهم 20 على قيد الحياة، فيما تحتجز إسرائيل أكثر من 10,400 أسير فلسطيني، يعيش كثير منهم في ظروف إنسانية متدهورة تشمل التعذيب، التجويع، والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل عمليات عسكرية واسعة ضد القطاع خلفت قرابة 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة مدمرة أودت بحياة عدد كبير من المدنيين، بينهم أطفال.

وتصف منظمات حقوقية هذه العمليات بأنها إبادة جماعية ممنهجة تنفذ بدعم أمريكي واضح، رغم صدور أوامر من محكمة العدل الدولية تطالب بوقف الحرب فورًا.

وكالة الأناضول