صفقة الرهائن والضغط الأميركي.. هل يقترب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" نقلاً عن مصادر حضرت اجتماعًا لمجلس الوزراء الإسرائيلي عُقد يوم الإثنين، أن الحكومة الإسرائيلية تقترب من اتخاذ قرارات مصيرية بشأن العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط تصاعد الضغوط القادمة من واشنطن للدفع نحو إنهاء الحرب التي دمرت القطاع وأثارت موجات غضب دولي متزايد.

وبحسب الصحيفة، فإن هناك توجهًا لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسعي نحو اتفاق مرحلي يتضمن وقفًا جزئيًا لإطلاق النار، يكون مدخلاً لعقد صفقة تبادل أسرى، مع احتفاظه بهدفه الاستراتيجي المعلن وهو "هزيمة حماس". 

وهذا التوجه لا يعكس إنهاءًا كاملاً للعمليات العسكرية، بل يشير إلى محاولة لإحداث اختراق سياسي مؤقت دون التنازل عن الأهداف الأمنية.

اجتماع الكابينت الخميس

ومن المنتظر، وفقًا للمصادر، أن ينعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية مجددًا يوم الخميس لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن المسار القادم للعمليات في غزة. 

ومن بين الخطط المطروحة للنقاش – والتي ينتظر أن تطلب القيادة السياسية من الجيش تنفيذها – توسيع نطاق مراكز توزيع المساعدات الإنسانية تحت إشراف شركة أميركية، بالإضافة إلى فتح ممرات تؤدي إلى منطقة إنسانية تفصل عن وجود مقاتلي حركة حماس.

كما تتضمن المقترحات خطة لفرض حصار محكم على مقاتلي الحركة، في محاولة لدفعهم نحو الاستسلام أو الانفصال عن المدنيين، كخطوة تمهيدية لأي تسوية قادمة.

وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة وجود "احتمال واقعي" للوصول إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، وهي الخطة التي لا يزال نتنياهو يسعى إليها رغم المعارضة المتكررة من حركة حماس، التي رفضت في أكثر من مناسبة مقترحات سابقة لوقف مؤقت للقتال، متمسكة بمطلبها الرئيسي بإنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل أراضي القطاع.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أي اتفاق لوقف القتال الآن قد يؤدي إلى استعادة نحو نصف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، إلا أن ذلك سينظر إليه من جانب آخرين داخل الحكومة كتنازل عن الهدف الأساسي المعلن للحرب وهو "القضاء التام على حماس".

نهاية الحرب في غزة

وفيما بدا تباينًا واضحًا داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، نقلت الصحيفة أن بعض الوزراء عبروا عن استيائهم من تصريحات رئيس هيئة الأركان الجديد إيال زامير، والتي أوحت بأن المعركة في غزة تقترب من نهايتها، مؤكدين أن الجيش الإسرائيلي لم ينجز بعد الأهداف التي وضعت له، وهناك خطوات إضافية ينبغي تنفيذها على الأرض.

يأتي ذلك في ظل استمرار الجدل الداخلي في إسرائيل حول مستقبل الحرب، إذ عقد اجتماع آخر مساء الإثنين بحضور نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، هو الثاني من نوعه خلال ليلتين متتاليتين، لمناقشة مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن الاجتماع لم يفضِ إلى توافق، نتيجة استمرار الخلافات الحادة بين الوزراء.

ومن المنتظر أن يتوجه نتنياهو إلى العاصمة الأميركية واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل، في زيارة تتصدر أجندتها الحرب في غزة، إلى جانب ملفات أخرى. 

ووفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الاجتماع سيركز على السعي لإيجاد مخرج سياسي للأزمة العسكرية، وهو ما أكده مسؤول أميركي رفيع، أشار إلى رغبة ترامب في إنهاء الحرب وضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين، والذين تقدر أعدادهم بنحو 50 شخصًا، ما بين أحياء وقتلى، وفق تقديرات إسرائيلية.

سكاي نيوز