لم تكشف من قبل.. حماس توضح تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

أفاد القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025، بتفاصيل تتعلق باتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن الحركة تبدي مرونة كبيرة في المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، وتتجاوب بشكل فعال مع الوسطاء.

تفاصيل هدنة غزة

وأشار "النونو"، إلى أن حماس وافقت على إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة، وذلك في إطار سعيها لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

كما أوضح "النونو"، في تصريحاته لقناة الجزيرة، أن المفاوضات الراهنة تشهد العديد من التحديات، مؤكدًا في الوقت ذاته تمسك الحركة بموقفها الثابت تجاه شروط أي اتفاق، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف العدوان بشكل شامل.

وشدد "النونو"، على أهمية وجود ضمانات دولية حقيقية، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وحدها تمتلك مفاتيح الضغط القادرة على إنهاء الحرب، في حال توفرت لديها الإرادة السياسية الكافية.

دوافع الموافقة على المقترح الأخير

أما عن أسباب قبول الحركة بالمقترح الأخير لوقف إطلاق النار، أكد "النونو"، أن حماس تنطلق في مفاوضاتها من منطلق المصالح العليا للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذا الاعتبار يمثل الدافع الرئيسي في جميع النقاط التي تطرح على طاولة التفاوض.

ولفت "النونو"، إلى أن الحركة، بناءً على هذا النهج، وافقت على المقترح الأخير، وقدّمت فيه الحد الأدنى من المرونة المطلوبة بهدف حماية الفلسطينيين من جريمة الإبادة الجماعية، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بحرية وكرامة، وصولًا إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.

وفي سياق متصل، أوضح "النونو"، أن هذه المرونة التي أبدتها الحركة في التعامل مع مقترحات الوسطاء، كانت السبب المباشر في الوصول إلى الجولة الحالية من المحادثات، مشيرًا إلى أن الموافقة على إطلاق عشرة من الأسرى الإسرائيليين في غزة جاءت في هذا السياق، لتحقيق هدفين رئيسيين: تدفق المساعدات ووقف العدوان.

قضايا تفاوضية حساسة

وفيما يتعلق بأبرز الملفات التي تناقشها هذه الجولة من المفاوضات، قال النونو إن هناك قضيتين مركزيتين يجري التباحث بشأنهما:

أولًا: ضمان دخول المساعدات إلى القطاع بشكل حر ودون تدخل إسرائيلي أو فرض آليات تهين كرامة الفلسطينيين، أو تسعى إلى التهجير القسري والتلاعب بالتركيبة السكانية.

ثانيًا: تحديد خطوط الانسحاب الإسرائيلي في المرحلة الأولى بما لا يؤثر سلبًا على حياة الفلسطينيين ومستقبلهم، ويؤسس للمرحلة الثانية من التفاوض، مع التأكيد على ضرورة توفير ضمانات فعلية لتنفيذ تلك المرحلة.

الضمان الأميركي.. مفتاح الحل

أما عن الضمانات المطلوبة لإنجاح المفاوضات، شدد النونو على أن حماس تقدّر دور الوسطاء وسعيهم لردم الفجوات وضمان التوصل إلى اتفاق، لكنه أكد أن الولايات المتحدة الأميركية هي الجهة الوحيدة القادرة على فرض وقف الحرب على إسرائيل.

وفي السياق ذاته، أوضح "النونو"، إن واشنطن تقدم لإسرائيل غطاءً سياسياً وإعلامياً وعسكرياً يتيح لها مواصلة العدوان، غير أنه أشار إلى أن توفر الإرادة السياسية لدى الولايات المتحدة كفيل بأن يشكّل ضمانة قوية لإجبار الاحتلال على الالتزام بما يتم التوصل إليه.

واستطرد "النونو"، أن الولايات المتحدة "بإمكانها إنهاء الحرب إذا أرادت، ونحن نؤمن أن امتلاكها لهذه الإرادة يمثل مفتاح إنهاء هذا العدوان المستمر".

شروط لا تنازل عنها

وعند سؤاله عن شروط حماس للموافقة على اتفاق نهائي، أوضح النونو أن الحركة تضع شرطين أساسيين لا تراجع عنهما: وقف شامل للحرب، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

وأوضح أن هذه الشروط تمثل جزءًا لا يتجزأ من أي اتفاق شامل يمكن التوصل إليه، مشيرًا إلى أن الحديث حاليًا يدور حول اتفاق مدته 60 يومًا، تُجرى خلاله مفاوضات تستهدف تحقيق الانسحاب التام ووقف العدوان.

ولفت "النونو"، إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها بتاريخ الثاني من مارس الماضي، ما يمهّد الطريق نحو إطلاق المرحلة الثانية والشاملة من المفاوضات.

اتفاق سابق معطل وضحايا بلا حصر

وأضاف "النونو"، أن حماس كانت قد توصلت إلى اتفاق مع الاحتلال في يناير 2025 لوقف إطلاق النار، يقضي بتنفيذه على مراحل، استمرت مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، لكن إسرائيل خرقت الاتفاق واستأنفت هجماتها في مارس.

والجدير بالذكر أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة عن استشهاد ما يقرب من 58 ألف فلسطيني، علاوة على إصابة نحو 137 ألفًا، ووجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، كما يواجه أكثر من 2.2 مليون فلسطيني خطر المجاعة، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

الجزيرة نت