في مشهد يعكس تصعيداً خطيراً في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، فرضت القوات الإسرائيلية، فجر الجمعة، حصارًا خانقًا على مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع، في خطوة أثارت موجة من القلق والذعر بين الفلسطينيين، وسط مخاوف حقيقية من ارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين والمصابين والعاملين في القطاع الصحي.
دبابات إسرائيلية تحاصر مستشفى ناصر
بحسب إفادات طبية وميدانية، طوقت الدبابات الإسرائيلية مستشفى ناصر بالكامل واقتربت منه لمسافة لا تتجاوز بضعة أمتار، مانعة الدخول أو الخروج من وإلى المرفق الطبي، ووجه العاملون في المستشفى نداءً إنسانيًا عاجلًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قالوا فيه: "الدبابات لا تبعد عنا سوى أمتار قليلة، ونحن أقرب إلى الموت منا إلى الحياة".
لم يكن النداء مجرد صرخة عابرة، بل جاء محملاً بالمشاعر والألم والخوف من الموت الوشيك، إذ أضاف الفريق الطبي في النداء: "لا تحولونا إلى أرقام.. نحن نحب الحياة. لدينا أحلام، لدينا أطفال وزوجات نحبهم، تماماً كما أنتم".
مخاوف من توقف المستشفى عن العمل
ويتزامن الحصار العسكري المفروض على مستشفى ناصر مع تحذيرات متصاعدة من إمكانية خروجه عن الخدمة في أية لحظة، في ظل استمرار القصف العنيف الذي تتعرض له مدينة خان يونس، وتحديداً المنطقة المحيطة بالمستشفى.
ويعد ناصر من أكبر وأهم المستشفيات في جنوب قطاع غزة، ويشكل ملاذاً رئيسياً للمصابين والمرضى مع تدمير وتعطيل عدد كبير من المنشآت الصحية الأخرى جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ أشهر.
דיווחים בעזה: טנקים של צה"ל הגיעו סמוך מחנות העקורים בדרום מערב חאן יונס | תיעוד@OmerShahar123 pic.twitter.com/IlN6NOC2uD
— כאן חדשות (@kann_news) July 10, 2025
الوضع الميداني في خان يونس
تشهد الأوضاع الأمنية جنوب غرب خان يونس، وتحديداً في محيط المستشفى، حالة من التدهور السريع بفعل التوغلات البرية المباغتة، والغارات الجوية المتكررة التي تستهدف الأحياء السكنية، وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال كثفت من قصفها المدفعي والجوي، ما دفع آلاف المدنيين إلى النزوح القسري من المنطقة في ظروف إنسانية مأساوية.
وفي مشهد مرعب، نقلت المصادر أن عشرات الجرحى وصلوا إلى المستشفى خلال الساعات الأخيرة، فيما تكدست جثامين الشهداء داخله، مع تعذر نقلها أو دفنها نتيجة الحصار وخطورة الوصول إلى المقابر الواقعة تحت مرمى نيران الجيش الإسرائيلي.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
أصبح الوضع داخل مستشفى ناصر أشبه بالقنبلة الموقوتة، حيث يُحتجز الأطباء والمرضى والمصابين والنازحين داخله، بلا إمكانية للمغادرة أو تلقي الإمدادات، وتشير تقديرات العاملين في القطاع الصحي إلى أن استمرار الحصار على المستشفى قد يؤدي إلى انهيار قدرته على تقديم الرعاية الطبية، لا سيما مع انقطاع الأدوية وشحّ الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
ويخشى سكان القطاع من أن يتكرر في مستشفى ناصر ما حدث سابقاً في مستشفيات الشفاء والقدس، حينما اقتحمتها القوات الإسرائيلية واعتقلت الطواقم الطبية والمصابين، بل ونفذت عمليات تصفية ميدانية بحق بعض من كانوا داخلها.