خبير عسكري مصري يكشف الهدف الإسرائيلي وراء محاولات التطبيع.. غزة وإيران السبب 

إسرائيل
إسرائيل

في تحليل استراتيجي شامل للمشهد الإقليمي، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء إبراهيم عثمان هلال أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أي انتصار حاسم بشكل منفرد، وتعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الأميركي والغربي في كل حروبها. 

وأشار هلال إلى أن التجارب الميدانية الممتدة من الجنوب اللبناني إلى غزة، مرورًا بالمواجهة الأخيرة مع إيران، أثبتت أن الكيان الصهيوني يعاني من هشاشة عسكرية واستراتيجية واضحة تحاول تل أبيب تعويضها عبر التطبيع والتدخلات الإقليمية.

حرب الجنوب اللبناني

استهل اللواء هلال تحليله بالإشارة إلى حرب الجنوب اللبناني، التي امتدت لأكثر من 50 يومًا، مؤكدًا أنها كشفت قصورًا كبيرًا في القدرات الهجومية الإسرائيلية، حيث فشلت إسرائيل، رغم كل ترسانتها العسكرية، في التوغل أكثر من خمسة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية. 

وأوضح أن هذا الحد المحدود من التقدم يعكس عجزًا في تحقيق الحسم الميداني أمام مقاومة محلية مدروسة التنظيم، كما حدث مع حزب الله.

وأضاف: "هذه الحرب كانت نموذجًا لا ينسى لفشل إسرائيل في خوض معارك طويلة الأمد، وأكدت أن بنيتها العسكرية ليست معدة لتحمل مقاومة شديدة أو عمليات استنزاف متواصلة".

غزة وإيران

انتقل اللواء هلال إلى الملف الفلسطيني، مشيرًا إلى أن التصعيد المستمر في قطاع غزة منذ أكثر من عامين لم يفضي إلى أي إنجاز سياسي أو عسكري حقيقي لإسرائيل، على الرغم من استخدام قوة نارية هائلة وضربات جوية مركزة، وشدد على أن كل هذا لم يمنح إسرائيل القدرة على فرض شروطها أو تفكيك البنية التحتية للمقاومة.

أما الحرب الأخيرة مع إيران، فقد وصفها بأنها محطة خطيرة كشفت هشاشة الكيان الصهيوني، وقال: "اضطرت إسرائيل لاستخدام المخابئ والأنفاق لحماية مواطنيها ومنشآتها، وهي صورة نادرة الحدوث من قبل، تعكس حجم التراجع والارتباك أمام قوة إقليمية صاعدة مثل إيران".

وأشار إلى أن هذا التراجع لم يكن فقط ماديًا، بل معنويًا واستراتيجيًا، بعد أن فشلت إسرائيل في ردع خصم مثل إيران، يقاتل من خلف خطوط متعددة في سوريا، ولبنان، واليمن.

الهدف من التطبيع

وفي سياق تفسير التحركات الإسرائيلية الإقليمية، أوضح اللواء إبراهيم هلال أن إسرائيل تحاول إعادة رسم صورتها كقوة إقليمية مهيمنة عبر مسار التطبيع مع بعض الأنظمة العربية، بهدف شرعنة وجودها وتعويض الإخفاقات العسكرية في الميدان.

ولفت إلى أن تل أبيب تكثف تدخلاتها في سوريا ولبنان والضفة الغربية، وتعمل على فرض واقع أمني جديد يخدم مصالحها، مستفيدة من الصمت الدولي والدعم الأميركي المباشر.

إلا أن هذه الخطوات – بحسب تعبيره – تصطدم بمعادلات شعبية وميدانية معقدة، لا يمكن تجاوزها بسهولة، وقال: "حتى وإن أرادت إسرائيل أن ترسم خارطة جديدة للمنطقة، فذلك لن يمر إلا عبر المقاومة الشعبية، وهي المقاومة التي أفشلت المشروع تلو الآخر، من بيروت إلى غزة".

 اختتم اللواء هلال تحليله بالتأكيد على أن مستقبل الشرق الأوسط لا يمكن أن يبنى بالإملاءات ولا بالتحالفات المشبوهة ولا بتفوق السلاح وحده، بل هو مرهون بإرادة الشعوب وموازين القوة الحقيقية على الأرض.

وأوضح أن إسرائيل، رغم كل تحركاتها السياسية والعسكرية، تظل عاجزة عن تحقيق سيطرة حقيقية دون الاعتماد على ظهر أميركي صلب، ومع غياب هذا الدعم أو تراجعه مستقبلاً، فإن الهشاشة البنيوية للكيان الإسرائيلي ستتكشف على نحو أوضح.

روسيا اليوم