القاهرة تصعد دبلوماسيًا.. رفض قاطع لـ"مدينة الخيام" وتحركات دولية لحماية غزة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

جددت مصر، على لسان وزير خارجيتها السفير بدر عبد العاطي، رفضها القاطع لأي محاولة لإنشاء مدينة خيام مؤقتة في جنوب قطاع غزة، أو إجراء أي تغييرات ديموغرافية على الأرض الفلسطينية المحتلة. 

جاء هذا الموقف الحازم خلال اتصال هاتفي أجراه عبد العاطي، اليوم الأربعاء، مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط.

وأكد الوزير المصري أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي مخططات ترمي إلى ترحيل السكان الفلسطينيين قسرًا أو فرض وقائع ميدانية جديدة تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية، مشددًا على تمسّك مصر الكامل بوحدة الأرض الفلسطينية ورفضها لأي حلول غير عادلة أو جزئية.

جهود دبلوماسية مكثفة

ناقش الجانبان خلال الاتصال آخر المستجدات المتعلقة بالمسار التفاوضي المتعثر بين إسرائيل وحركة حماس، مع التركيز على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار شامل ومستدام في قطاع غزة. 

وأكد عبد العاطي أن تحقيق التهدئة يجب أن يترافق مع إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبكميات كافية تلبي حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر منذ أكتوبر 2023.

كما شدد الوزير المصري على أهمية تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين ضمن صفقة إنسانية متوازنة، تضمن استعادة الهدوء وتفتح الباب أمام مسار سياسي مستقبلي أكثر جدية.

مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة

ضمن الرؤية المصرية الشاملة لمعالجة ما بعد الحرب، طرح الوزير بدر عبد العاطي خلال الاتصال فكرة عقد مؤتمر دولي على الأراضي المصرية، يركز على التعافي المبكر لقطاع غزة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وأشار إلى أن المؤتمر سيكون بمشاركة دولية واسعة ووفق خطة تنسيق مشتركة بين الدول العربية والإسلامية، مؤكداً أن الهدف من هذا المؤتمر ليس فقط جمع التبرعات، بل إرساء آلية مستدامة لتنفيذ مشاريع الإعمار على أسس شفافة وعادلة تراعي السيادة الفلسطينية.

اجتماعات بالقاهرة

وفي إطار الدور المصري الفاعل في دعم التهدئة، استضافت القاهرة خلال الأيام الماضية سلسلة من الاجتماعات المشتركة بين مسؤولين من مصر وقطر وإسرائيل، وذلك لمناقشة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالبند الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب مصدر رسمي مصري، فإن الاجتماعات التي تعقد برعاية مصرية شهدت تقدماً ملحوظاً في عدة ملفات إنسانية، منها آليات إدخال المساعدات، السماح بخروج المرضى، وتنظيم عودة العالقين عبر معبر رفح.

وأضاف المصدر أن اللقاءات سوف تستمر لمدة يومين على الأقل، في ظل إصرار القاهرة على تجاوز كافة العقبات التي تعيق التوصل إلى اتفاق، والعمل على ضمان تدفق المساعدات الغذائية والطبية دون تأخير أو تدخل عسكري.

تقدم تفاوضي

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء أن المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف أحرزت تقدماً كبيراً خلال الـ24 ساعة الأخيرة، مما يفتح المجال لإبرام اتفاق تهدئة مؤقتة قد تمتد لـ60 يوماً.

وكشفت صحيفة "جيروزالم بوست" أن إسرائيل قدمت ما يعرف بـ"الخريطة الثالثة" لانتشار قواتها داخل قطاع غزة خلال فترة الهدنة، وأظهرت فيها استعدادًا لتقليص وجودها العسكري، خاصة في المناطق الجنوبية القريبة من الحدود مع مصر.

ووفقًا للمقترح الإسرائيلي، سيتم سحب جزء كبير من القوات إلى منطقة عازلة بعرض كيلومترين على طول محور رفح الحدودي، ما يعد تراجعًا نسبيًا عن الموقف الإسرائيلي المتشدد، ويعكس مرونة تكتيكية ضمن المفاوضات.

نقاط الخلاف

ورغم التقدم النسبي، لا تزال نقطتا الخلاف الجوهري بين إسرائيل وحماس متمثلتين في:

  • مدى الانسحاب العسكري الإسرائيلي خلال فترة الهدنة.
  • كيفية توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة ومن الجهة المسؤولة عن إدارتها.

وتصر حركة حماس على انسحاب كامل خلال فترة التهدئة، مقابل ضمان وصول المساعدات من خلال مؤسسات دولية محايدة، بينما تسعى إسرائيل للاحتفاظ بوجود عسكري رمزي في بعض المناطق بدعوى "المراقبة الأمنية" لمنع تسليح الفصائل من جديد.

العربية