خطة إسرائيلية سرية تدخل حيز التنفيذ.. من يحدد مصير سكان غزة؟

تهجير سكان غزة
تهجير سكان غزة

تتسارع وتيرة الخطوات العملية داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن تنفيذ خطة "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من قطاع غزة، وهي الخطة التي طال الحديث عنها لسنوات، لكنها باتت الآن تدار في إطار ممنهج بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبمشاركة مباشرة من أجهزة سيادية مثل الموساد ووزارة الخارجية.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أن نتنياهو يعقد اجتماعات أسبوعية مغلقة لمتابعة الخطة، ويشرف شخصيًا على توزيع المهام بين الجهات الحكومية المختلفة لتسريع التواصل مع دول مرشحة لاستيعاب آلاف الغزيين، وسط ضغوط سياسية داخلية لتهدئة حلفائه من التيار اليميني المتطرف، خاصة إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي.

تفاهمات أولية

بحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فإن حكومة نتنياهو توصلت إلى تفاهمات أولية مع خمس دول على الأقل، يرجح أن تكون إثيوبيا وإندونيسيا من بينها، لاستضافة مجموعات من الفلسطينيين ضمن خطة تهجير منظمة تنفذ على مراحل، ويجرى حاليًا التفاوض مع دول أخرى لإتمام اتفاقات مماثلة.

وأكد مسؤول حكومي رفيع للصحيفة أن نتنياهو ينظر إلى هذه الخطة كوسيلة لمنع انهيار الائتلاف الحكومي، مشيرًا إلى أنه قدم تعهدًا صريحًا لوزير الأمن القومي بن غفير بتنفيذ الخطة إذا فشلت محاولات التهدئة مع حماس، عبر إخراج آلاف الفلسطينيين من غزة خلال أسابيع قليلة.

في السياق ذاته، أبلغ رئيس جهاز الموساد، دادي برنياع، عددًا من المسؤولين الأمريكيين من بينهم المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بأن الدول المعنية أبدت انفتاحًا مبدئيًا على استقبال الغزيين، لكنه شدد على أن إنجاح الخطة يتطلب دعمًا أمريكيًا عبر حوافز دبلوماسية ومساعدات مالية لتلك الدول.

زيارة ويتكوف ومتابعة الوضع الإنساني

من المقرر أن يزور المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إسرائيل اليوم الخميس، بحسب ما نقل موقع أكسيوس عن مصادر في الإدارة الأمريكية، وتأتي الزيارة في إطار متابعة التطورات المرتبطة بالأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث من المتوقع أن تشمل، إذا سمحت الظروف الأمنية، جولة ميدانية داخل القطاع، بالإضافة إلى زيارة مراكز الإغاثة التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" (GHF).

وتظهر هذه التحركات أن واشنطن تتابع الخطة الإسرائيلية عن كثب، وتدرك أن تنفيذها سيؤثر على مسار المفاوضات مع حماس، وشكل المنطقة بعد الحرب.

أولويات متشابكة

ورغم أن أولويات الحكومة الإسرائيلية المعلنة ما تزال تتركز حول ملف الرهائن، ووقف إطلاق النار، والملف الإيراني، فإن نتنياهو – بحسب الصحيفة – لا يخفي استعداده للمضي قدمًا في تنفيذ خطة التهجير الجماعي إذا تعثرت الجهود السياسية.

بل إنه ذهب أبعد من ذلك، حيث قدم عرضًا إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بدعم خطوات ضم أجزاء من شمال غزة في حال فشل التوصل إلى اتفاق مع حماس، كخيار بديل يعزز نفوذ اليمين داخل الحكومة ويمنع أي محاولة لسحب الثقة.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول إسرائيلي بارز: "في الماضي، كانت فكرة الهجرة الطوعية مجرد نقاش نظري، أما اليوم، فهي تدخل مرحلة التنفيذ العملي، هناك تنسيق فعلي مع عدد من الدول، وإذا لم تحسم الأمور قريبًا، فإن إخراج بضعة آلاف من سكان غزة سيتم في غضون أسابيع".

يديعوت أحرونوت