صراع القرار في تل أبيب.. من يقود المعركة الأخيرة في غزة؟

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

ينتظر جيش الاحتلال الإسرائيلي عقد اجتماع حاسم للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابنيت)، يتوقع أن يستعرض خلاله رئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير، وكبار القادة العسكريين، الخطوط العريضة للخطة العملياتية الجديدة لمواصلة الحرب على قطاع غزة.

تطويق غزة واستخدام نيران كثيفة

وبحسب ما كشفته صحيفة معاريف العبرية، فإن الخطة العسكرية المرتقبة تركز على تطويق مدينة غزة والمخيمات المركزية، إلى جانب تكثيف استخدام النيران ضد الأهداف فوق سطح الأرض وتحتها، في محاولة للضغط على المقاومة الفلسطينية وإنهاك قدراتها.

ورغم التحركات الميدانية، تظهر التقديرات العسكرية أن التواجد الطويل داخل المناطق المكتظة بالسكان يشكل خطرًا مباشرًا على القوات البرية الإسرائيلية، ولهذا، اتخذ رئيس الأركان قرارًا بتقليص حجم القوات المنتشرة داخل القطاع إلى الحد الأدنى، في خطوة احترازية لتقليل الخسائر البشرية.

صدام بين الجيش والوزراء

هذا التوجه العسكري لا يحظى بإجماع داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث أبدى عدد من وزراء اليمين المتشددين وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش، إيتمار بن غفير، وأوريت ستروك، اعتراضهم على توصيات الجيش، معتبرين أن الانسحاب أو تقليص القوات يتعارض مع أهداف الحرب.

وفقًا للتقييم العسكري، فإن عملية السيطرة الكاملة على القطاع سوف تستغرق ما لا يقل عن ثلاثة أشهر، بينما تحتاج عملية تفكيك البنية التحتية التحت أرضية بما فيها الأنفاق والمراكز القتالية إلى عامين إضافيين، خصوصًا في محيط مدينة غزة والمعسكرات المركزية.

لكن تكلفة هذا الخيار مرتفعة، حيث يقر الجيش بأن القيام بمثل هذه العملية يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، إلى جانب ارتفاع متوقع في أعداد القتلى بين الجنود في ظل تعقيد الجغرافيا القتالية داخل القطاع.

فخاخ ميدانية

تشير التقارير إلى أن بعض المناطق في قطاع غزة باتت تشكل كمائن مميتة للقوات الإسرائيلية، ما دفع القيادة العسكرية العليا إلى سحب غالبية الجنود من القطاع، وتشير معطيات صحيفة معاريف إلى أن عدد القوات المتبقية داخل غزة انخفض إلى أقل من ثمانية ألوية، وهو العدد الأدنى منذ انطلاق الحرب.

في خضم هذا الجدل، رفض مصدر عسكري إسرائيلي محاولات التشكيك في قيادة رئيس الأركان، وأكد أن زامير مستعد للرحيل إذا كانت هناك شخصية قادرة على أداء المهمة بشكل أفضل، مضيفًا:."رئيس الأركان قال مرارًا: إذا كان هناك من يعتقد أن لديه بديلاً أفضل، فليتقدم".

ارتباك أمني بشأن الخطة المقبلة

أفادت معاريف أن قيادات أمنية بارزة أعربت عن عدم وضوح الرؤية بشأن المرحلة التالية في غزة، ما دفع رئيس الأركان إلى طلب عقد جلسة عاجلة للنقاش حول خطة ما بعد العمليات الجارية، وقد دفع هذا الغموض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتعليق على الأمر خلال اجتماع الحكومة.

وكالة معا الاخبارية