أفاد السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي، بإن الزخم الدولي المتصاعد للاعتراف بدولة فلسطينية أدى إلى انهيار الجهود الأمريكية الرامية لإقناع إسرائيل بالإفراج عن الأموال المحتجزة التابعة للسلطة الفلسطينية.
وأوضح "هاكابي"، أن هذا التحرك الدولي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية تسبب في تصلب الموقف الإسرائيلي وعرقلة التفاهمات، مشيراً إلى أنه كان يقوم بالتنقل بين الجانبين في محاولة للتوسط، مدفوعاً بمخاوف من أن يؤدي تدهور الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية إلى اندلاع أعمال عنف.
معاناة اقتصادية وضغوط متبادلة
وشدد "هاكابي"، على أنه شعر بوجود تقدم في بعض المحادثات، رغم أنها لم تصل إلى نتائج ملموسة بعد، لكنه أوضح أن كل شيء أصبح الآن "مجمداً في مكانه"، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الأموال ستظل محتجزة إلى أجل غير مسمى.
كما أشار "هاكابي"، إلى أن حجم الأموال المجمدة كبير للغاية، ويسبب معاناة اقتصادية غير مسبوقة للفلسطينيين، لكنه ألقى باللوم جزئياً على السلطة الفلسطينية، متهماً إياها بتشجيع الجهود الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما أثار غضب إسرائيل.
اعترافات مرتقبة وخطوات إسرائيلية
وفي السياق ذاته، لفت السفير الأمريكي إلى أن عدة دول، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وبلجيكا، أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، في محاولة لإحياء خيار حل الدولتين مع إسرائيل.
وأوضح "هاكابي"، أن بريطانيا أبقت الباب مفتوحاً للتراجع عن هذا الاعتراف، إذا التزمت إسرائيل بتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة والدخول في عملية سلام طويلة الأمد، مؤكدًا أن الولايات المتحدة انتقدت تلك التحركات، بينما دعا هاكابي السلطة الفلسطينية إلى تنفيذ إصلاحات جوهرية، وانتقد في الوقت نفسه سياسة صرف مخصصات مالية لعائلات منفذي الهجمات، كما شدد على أن التعاون الأمني بين السلطة وإسرائيل ما زال مستمراً.
دعوات للضم وتصعيد جديد
وأوضح "هاكابي"، أن الزخم الدولي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يوقف فقط المحادثات الخاصة بعائدات الضرائب، بل عزز أيضاً أصواتاً إسرائيلية تطالب بفرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية.
كما نوه "هاكابي"، إلى أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعا بشكل صريح إلى إعلان السيادة الإسرائيلية، أي الضم الفعلي، على معظم مناطق الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، إلى جانب القدس الشرقية وقطاع غزة، مضيفًا أنه لا علم له بوجود أي تواصل رسمي بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مسألة الضم، وهي خطوة كانت الإدارات الأمريكية السابقة قد عارضتها.
موقف واشنطن من المستوطنات
وفيما يتعلق بدعم الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات التي يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية، قال "هاكابي"، إن الموقف الأمريكي يتمثل في أن "إسرائيل عليها أن تفعل ما تراه ضرورياً".