صحيفة عبرية تكشف كواليس جديدة تتعلق بالهجوم على الدوحة.. قائمة المؤيدين والمعارضين ودور ديرمر الحاسم

عملية الدوحة
عملية الدوحة

كشفت صحيفة معاريف العبرية في تقرير جديد أبعادًا خفية للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة بتاريخ 9 سبتمبر 2025، وهو الهجوم الذي انتهى بالفشل وأثار موجة من الجدل داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية بين من عارض العملية وتوقيتها ومن دفع نحو تنفيذها بأي ثمن.

انقسام داخل المؤسسة الأمنية

بحسب الصحيفة، فإن قيادات بارزة في المجلس الوزاري المصغر من بينهم رئيس الموساد ديدي برنياع ورئيس الأركان اللواء إيال زمير، أبدوا تحفظًا واضحًا على تنفيذ عملية الاغتيال في تلك اللحظة، رغم قناعتهم بأن قادة حماس المستهدفين "فانون" ولا يمكنهم العودة مجددًا للميدان.

لكن اعتراضهم لم يكن على مبدأ استهدافهم بل على التوقيت الحساس، إذ تزامن مع تحضيرات قيادة حماس في الخارج لبدء جولة مفاوضات جديدة بشأن ملف الأسرى، وهو ما اعتبرته بعض الدوائر الأمنية فرصة كان يمكن استغلالها بدلًا من نسفها بالتصعيد العسكري.

ديرمر يقود خطًا متشددًا

في المقابل، قاد الوزير رون ديرمر حملة الضغط داخل المجلس الوزاري المصغر لتنفيذ العملية فورًا مستندًا إلى رؤية أكثر تشددًا تتماشى مع نهج الحكومة الحالية، والتي تركز على ضرورة توجيه ضربة قاضية للبنية التحتية لحماس وإجبارها على رفع "الراية البيضاء".

وأكدت مصادر أمنية أن ديرمر لا يعطي الأولوية لمسألة إعادة الرهائن على عكس توجه الموساد والجيش اللذين اعتبرا أن التوقيت كان قد يمنح نافذة سياسية لفتح المفاوضات وربما وقف المناورة العسكرية في مدينة غزة.

دور الشاباك والخطة العملياتية

اوضحت الصحيفة أن جهاز الشاباك كان صاحب اليد العليا في صياغة الخطة العملياتية التي نفذت في الدوحة، وقد تم إعدادها بالتنسيق مع سلاح الجو الإسرائيلي على مدى أسابيع طويلة.

وبحسب المصادر الأمنية، فإن اعتراض رئيس الموساد ورئيس الأركان لم يكن على طبيعة العملية بحد ذاتها، بل على قربها من اللحظة التي كان يمكن فيها استئناف الاتصالات الدبلوماسية مع حماس.

كما نفت المؤسسة الأمنية بشكل قاطع أن يكون قد طرح أي نقاش حول "عملية برية" داخل قطر، مؤكدة أن هذه الفرضية لم تكن مطروحة على الطاولة من الأساس.

التداعيات الإقليمية

على الجانب الآخر، جاء الرد القطري غاضبًا وحادًا؛ إذ اعتبرت الدوحة أن الغارة الإسرائيلية تمثل خيانة مباشرة وأنها تندرج في إطار "إرهاب الدولة"، وأعلنت السلطات القطرية أنها باشرت اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لملاحقة الاعتداء الإسرائيلي في خطوة تعكس حجم الصدمة السياسية والأمنية التي خلفتها العملية.

بين الفشل والانعكاسات المستقبلية

فشل اغتيال قادة حماس في الدوحة لم يقتصر على إخفاق أمني فحسب، بل فتح الباب على مصراعيه أمام خلافات داخلية إسرائيلية عميقة حول إدارة الحرب وتحديد أولوياتها: هل تكون الأولوية لاستعادة الرهائن عبر المفاوضات، أم لمواصلة التصعيد العسكري حتى تحقيق انهيار كامل لحماس؟

هذه الانقسامات، إلى جانب رد الفعل القطري الصارم، تجعل الهجوم على الدوحة محطة فاصلة قد تلقي بظلالها على المشهد الإقليمي وتعيد خلط أوراق التوازنات بين إسرائيل، حماس، والدول الداعمة للمسار الدبلوماسي.

روسيا اليوم