أثار ظهور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو يرتدي دبوسًا على شكل "مفتاح العودة" خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، غضب وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، التي سارعت لاتهامه بالسعي إلى "محو إسرائيل" والتحضير لما وصفته بـ"طوفان جديد".
دلالة عميقة في الذاكرة الفلسطينية
"المفتاح" ليس مجرد إكسسوار رمزي بل يمثل أحد أهم أيقونات القضية الفلسطينية، حيث يرمز إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين عن منازلهم عام 1948 في ما يعرف بـ"النكبة"، ويعكس هذا الرمز المتجذر في الوجدان الفلسطيني تمسك اللاجئين وذريتهم بحق العودة إلى أراضيهم الأصلية، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا لبقائها.
خطاب للسلام يقابل باتهامات قاسية
ورغم أن كلمة عباس أمام الأمم المتحدة ركزت على الدعوة لإنهاء الصراع وإقامة سلام دائم على أساس دولتين متجاورتين، إلا أن رد الاحتلال تجاهل الرسائل السياسية متمسكًا فقط بالرمزية الكامنة في "دبوس المفتاح".
اتهامات إسرائيلية بـ"الخطة القديمة"
في بيان عبر منصة "إكس"، اعتبرت خارجية الاحتلال أن مفتاح عباس يهدف بشكل صريح إلى محو إسرائيل، مضيفة أنه يجسد "الخطة التقليدية لمنظمة التحرير: دولتان لشعب فلسطيني واحد وإزالة الدولة اليهودية"، كما اتهمت عباس بأنه يسعى لإحداث "طوفانه الخاص"، في إشارة إلى إعادة ملايين من أحفاد اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وهو ما ترى فيه إسرائيل تهديدًا ديمغرافيًا لوجودها.
الرواية الإسرائيلية المضادة
وفي محاولة لتقويض الرواية الفلسطينية، عادت الخارجية الإسرائيلية إلى ما تسميه "حرب الاستقلال" عام 1948، مشيرة إلى أن عدد اليهود الذين تم تهجيرهم من الدول العربية آنذاك كان – بحسب زعمها – يفوق عدد الفلسطينيين الذين نزحوا من أراضيهم، في محاولة لإعادة صياغة الذاكرة التاريخية بما يخدم خطابها السياسي.