في خطوة سياسية لافتة، قدمت الولايات المتحدة رسمياً، الخميس 6 نوفمبر 2025، مشروع قرار متكامل إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، يتناول مستقبل إدارة قطاع غزة خلال المرحلة التي تلي وقف الحرب، ويضع المشروع، الذي حصلت وكالة رويترز على نسخة من مسودته، تصوراً موسعاً لإنهاء الصراع وتهيئة بنية حكم انتقالية تضمن إعادة بناء القطاع ومنع تجدد المواجهات.
هيئة انتقالية لإعادة الإعمار
يتصدر المشروع الأميركي بند محوري يقضي بإنشاء “مجلس السلام” وهو كيان انتقالي مؤقت يتولى إدارة ملفات غزة خلال السنوات المقبلة، وتشمل مهامه:
- الإشراف على إعادة إعمار البنية التحتية.
- تنظيم تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية.
- تنسيق العمل بين الجهات الدولية والفلسطينية المحايدة.
والمجلس، وفق الصياغة الأميركية، سوف يكون المرجعية الإدارية الأساسية في القطاع لحين الوصول إلى تسوية سياسية دائمة.
قوة دولية للاستقرار
ويقترح مشروع القرار تشكيل قوة دولية مؤقتة للاستقرار تعمل بالتنسيق مع كل من مصر وإسرائيل لضمان تنفيذ الترتيبات الأمنية على الأرض.
ويوضح النص أن هذه القوة ستكون مخوّلة باستخدام “جميع التدابير اللازمة” لحماية الأمن وتنفيذ مهامها، بما يشمل ضبط الحدود ومنع الفوضى واستمرار مراقبة وقف إطلاق النار.
صندوق عالمي لإعمار غزة
كما يلزم المشروع البنك الدولي بإنشاء صندوق تمويل خاص لإعادة إعمار غزة، بحيث يمتد عمله حتى نهاية عام 2027، في محاولة لربط عملية الإعمار بآلية مالية دولية مستقرة، بعيداً عن الضغوط السياسية المحتملة بين الأطراف المتصارعة.
شروط إصلاح السلطة الفلسطينية
في أحد بنوده المثيرة للجدل، ينص المشروع على أن تقييم إصلاحات السلطة الفلسطينية يجب أن يتماشى مع ما ورد حرفياً في خطة التسوية الخاصة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويعني ذلك أن الدور الفلسطيني في المرحلة المقبلة سيكون مشروطاً بتنفيذ تعديلات إدارية وأمنية محددة.
هيئة حكم انتقالية لعامين
تظهر مسودة مشروع القرار، وفق رويترز، أن الخطة الأميركية تمنح تفويضاً لمدة عامين لإنشاء هيئة حكم انتقالية في غزة، تمتلك السلطة الكاملة لتنسيق العمل السياسي والأمني والإغاثي، مع إمكانية تشكيل قوة دولية قادرة على التدخل العسكري عند الضرورة.
مشاركة إقليمية واسعة في تنفيذ الخطة
نقل مسؤول أميركي أن تنفيذ المبادرة سيتم بالشراكة مع دول إقليمية رئيسية، تشمل: مصر، قطر، السعودية، تركيا، والإمارات، إلى جانب الولايات المتحدة، وأشار إلى أن هذا يشكل دعماً عربياً وإقليمياً غير مسبوق لخطة واشنطن المتعلقة بمستقبل غزة.
سيناريوهات التصويت
حتى الآن، لم يعرف ما إذا كانت واشنطن قد عرضت مشروع القرار على موسكو وبكين قبل توزيعه رسمياً، ويحتاج القرار للحصول على تسعة أصوات مؤيدة على الأقل، مع تجنب استخدام الدول الخمس الدائمة العضوية – الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا – لحق النقض الفيتو، كما لم يتضح ما إذا كان النص قد خضع لتعديلات قبل وصوله إلى الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس.
