كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، أبرزها ما بثته القناة 12، عن تقديم إسرائيل عرضًا مباشرًا لحركة حماس عبر وسطاء دوليين خلال الأيام الماضية، يقضي بخروج كافة مقاتلي الحركة المحاصرين داخل أنفاق رفح وتسليم أنفسهم للقوات الإسرائيلية بشكل كامل دون قتال.
ويأتي هذا العرض في ظل تصاعد المواجهات شرق رفح ومحاولة الجيش الإسرائيلي إنهاء وجود المجموعات المسلحة داخل الشبكات الأرضية التي تعتبر آخر معاقل الحركة في المنطقة.
وعود بالإفراج وإعادة الإدماج في غزة
وبحسب المقترح، فإن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة لـ الإفراج عن هؤلاء المقاتلين بعد احتجازهم لفترة داخل السجون الإسرائيلية، على أن يسمح لهم بالعودة إلى قطاع غزة لاحقًا، لكن ذلك مشروط بإعلان واضح وصريح من العناصر يفيد بـ:
- نزع سلاحهم بالكامل.
- التعهد بعدم الانخراط في أي نشاط عسكري أو عمليات مستقبلية.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تعتبر هذه المبادرة "نافذة أخيرة" لتجنب الصدام الكامل داخل الأنفاق.
رفض من المسلحين
وأكدت القناة أن الوسطاء نقلوا العرض بالفعل إلى حماس قبل أيام، إلا أن المسلحين داخل الأنفاق لم يبدوا أي موافقة حتى اللحظة، ويزيد الموقف تعقيدًا بسبب الانقطاع الطويل في قنوات الاتصال بين القيادة السياسية للحركة في الخارج والمقاتلين المحاصرين شرق رفح، وهو ما يجعل التنسيق بين الطرفين محدودًا جدًا أو ربما معدومًا.
موقف إسرائيلي حاد
وفي تصريح لافت، قال مصدر إسرائيلي للقناة: "منحنا الإرهابيين في رفح خيار البقاء والإفراج عنهم، لكنهم حتى اللحظة يرفضون شروطنا، يبدو أنهم اختاروا أن يصبحوا شهداء".
ويعكس هذا التصريح نهجًا أكثر تشددًا داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن العمليات في الأنفاق، مع استمرار الهجمات الميدانية وتصعيد الضغط النفسي والعسكري على المقاتلين.
اشتباكات مباشرة
شهدت الساعات الماضية مواجهات متقطعة حول مداخل الأنفاق في رفح، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد 6 مقاتلين خرجوا من الأنفاق مؤخرًا 4 منهم قتلوا فورًا واثنان جرى اعتقالهما، كما سبق أن خرج 5 مسلحين آخرين في وقت سابق، جميعهم قتلوا خلال الاشتباكات.
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الذين سقطوا فوق الأرض – وفق الرواية الإسرائيلية – إلى 30 مسلحًا، بينما تشير تقارير الجيش إلى أن عددًا من قادة حماس ما زالوا مختبئين داخل شبكة الأنفاق.
حوالي 100 مقاتل محاصرون
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 100 عنصر من حماس ما زالوا محاصرين داخل الأنفاق شرق رفح، وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها الهندسية والعسكرية لتحديد مواقع الأنفاق بدقة، قبل المضي في هدمها أو سدها بالخرسانة بهدف إنهاء وجود المسلحين فيها بالكامل.
