أثار مجدي شاكر، كبير خبراء الآثار بوزارة السياحة والآثار المصرية، جدلًا واسعًا بتصريحات أكد فيها أن الحضارة المصرية القديمة تمثل ما وصفه بـ"عقدة تاريخية راسخة" لدى اليهود، مستندًا في ذلك إلى تحليلات منسوبة لعالم النفس اليهودي سيجموند فرويد، وأوضح أن هذه الرؤية تنطلق من غياب أي دور يهودي في تأسيس أو صناعة هذه الحضارة العريقة، وهو ما خلق شعورًا متراكمًا بالإنكار والتشكيك.
من التشكيك إلى حملات الاتهام
وأشار شاكر، خلال تصريحات تلفزيونية، إلى أن هذا الإحساس التاريخي انعكس في صورة حملات منظمة تسعى إلى الطعن في الحضارة المصرية القديمة، موضحًا أن الصهيونية العالمية لجأت إلى توجيه اتهامات متعددة للحضارة الفرعونية بعد فشل محاولات ربطها بأي إسهام يهودي، واعتبر أن هذه الحملات ليست علمية بقدر ما هي أيديولوجية وموجهة.
الهجوم على الأهرامات ونظريات غير علمية
وتطرق المسؤول المصري إلى ما وصفه بـ"موجة تشكيك عبثية" يقودها بعض الأشخاص، من بينهم متنبئ هولندي اشتهر بالفشل في توقع الزلازل، قبل أن يتجه إلى الطعن في قدرة المصريين القدماء على بناء الأهرامات، وأعرب شاكر عن أسفه لانتشار مثل هذه الادعاءات التي تتجاهل الحقائق الأثرية والدراسات العلمية الراسخة.
حقيقة تسرب مياه الأمطار داخل المتحف الكبير
وفيما يتعلق بالفيديو المتداول الذي أظهر تساقط مياه الأمطار داخل بهو المتحف المصري الكبير، أوضح شاكر أن المشاهد المتداولة أسيء فهمها، وبين أن المنطقة التي ظهرت في الفيديو هي مساحة خدمات واستقبال مفتوحة صممت هندسيًا لاستيعاب حركة الزوار والسماح بدخول الضوء الطبيعي والهواء، وحتى كميات محدودة من مياه الأمطار.
وأكد أن أرضية هذه المنطقة تحتوي على فتحات وممرات مخصصة لتجميع مياه الأمطار وتوجيهها بشكل منظم نحو بحيرة تمثال الملك رمسيس الثاني، بينما تستغل الكميات الزائدة في ري الحدائق الخمس المحيطة بالمتحف، في إطار نظام بيئي متكامل يعكس حداثة التصميم ودقته.
لماذا يستهدف المتحف المصري الكبير؟
وأرجع شاكر كثافة الهجوم الإعلامي على المتحف المصري الكبير مقارنة بغيره من المشروعات الأثرية، إلى كونه مشروعًا ناجحًا واستثنائيًا على جميع المستويات، وأشار إلى أن التقديرات الأولية تتوقع استقبال المتحف ما بين 5 إلى 7 ملايين زائر سنويًا، مما يجعله واحدًا من أهم الصروح الثقافية والسياحية في العالم، وهدفًا دائمًا لمحاولات التشكيك والتقليل من إنجازه.
واختتم المسؤول المصري حديثه بالتأكيد على أن الحضارة المصرية ستظل راسخة بشواهدها وآثارها، وأن الهجوم عليها أو على مشروعاتها الكبرى لن يغير من حقيقتها شيئًا، بل يعكس في كثير من الأحيان حجم تأثيرها وقيمتها العالمية المتواصلة عبر آلاف السنين.
