البوابة 24

البوابة 24

معركة الخطابات والكلمات

بقلم: محمد زهدي شاهين

خطاب لَبيد اليوم يعد بمثابة تحول مفاجئ في السياسة الإسرائيلية التي خبرناها خلال السنوات الأخيرة، فهو خطاب ينم عن خبث ومكر ودهاء، وهذا الخطاب خطاب استباقي لكلمة الرئيس الفلسطيني التي من المفترض بأن يلقيها اليوم من اجل تفريغها من محتواها، وهي كمن جاء من اجل سحب البساط لكي يظهر الجانب الاسرائيلي بأن يدهم ممدودة للسلام.

خطاب حمل في طياته تناقضات عديدة، ابرزها تبنيه حل الدولتين من اجل تحقيق السلام، ولكنه وفي مستهل حديثة صرح علانية بأن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة الاحتلال وهذا تعارض واضح مع مشروع حل الدولتين المبني على قرارات الشرعية الدولية في اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران التي تشمل القدس الشرقية.

فعندما يصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل فهذا يتنافى جملة وتفصيلاً مع قرارات الشرعية الدولية التي وقف لَبيد تحت قبتها، مما يعني بأن حل الدولتين الذي تطرق إليه هو وفق الرؤية الاسرائيلية في اعطاء الفلسطينيين، دولة بدون القدس، ودولة وفق الطرح الاسرائيلي في تبادل الأراضي، ودولة بدون حدود، ودولة مجزأة ومنزوعة السلاح.

لَبيد حاول جاهداً استعطاف العالم وهذه حتماً هي لغة الضعفاء، وبالتالي فقد وقف ووضع نفسه في صورة عارية امام العالم كون النهج الإسرائيلي على أرض المتبع والمطبق على أرض الواقع يتنافى تماماً مع ما تطرق إليه.

ما هي إلا سويعات قليلة تفصلنا عن خطاب السيد الرئيس الذي سيضع دولة الاحتلال في زاوية ضيقة. الخطاب لا بد بأنه سيحمل في طياته تعثر مسار عملية السلام بفعل التعنت الإسرائيلي، ومن المتوقع بأن يكون خطابه شاملاً لمختلف القضايا وفي مقدمتها القدس واللاجئين وقضية الاسرى وخاصة المرضى منهم، والاعدامات الميدانية وبشكل خاص قضية الشهيدة شيرين ابو عاقلة، والعديد من القضايا ذات الأهمية. نحن في هذه اللحظات في انتظار وترقب لخطاب الرئيس الفلسطيني الذي نراهن بأن ينم عن حنكة فلسطينية، في مقابل دهائهم وخبثهم الذي قد وسموا أنفسهم به.

البوابة 24