البوابة 24

البوابة 24

العاصفة دانيال.. ربع مدينة درنة اختفى جراء الفيضانات والجثث في كل مكان (شاهد)

مدينة درنة
مدينة درنة

تمر ليبيا اليوم بأسوأ كارثة في تاريخها، فقد لقي ما يقرب من ستة آلاف شخص حتفهم وما زال أكثر من عشرة آلاف في عداد المفقودين نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عن عاصفة "دانيال" القوية والتي هبت من البحر الأبيض المتوسط، مما أدى إلى انهيار السدود وجرفت المباني والمنازل في طريقها، كما دمرت ما يقرب من ربع المدينة الساحلية الموجودة شرقي البلاد.

ربع مدينة درنة اختفى

تواصل مدينة درنة الأكثر تضررا إحصاء الخسائر البشرية والمادية بعد أن اجتاحت الفيضانات الشديدة المدينة، فيما تتواصل عمليات الإنعاش وانتشال جثث القتلى والمصابين.

كما "اختفى" ما يقرب من ربع مدينة درنة بعد أن جرفت الفيضانات سدود المنطقة، وسط مخاوف من مقتل عشرة آلاف شخص.

ووفقًا لما ذكره "الجيش الليبي"، فأن الإعصار تسبب في اختفاء ما بين 25% إلى 45% من مدينة درنة، في البحر.

3.JPG
 

وأفاد وزير الداخلية، الحكومة المعينة من قبل البرلمان، عن بلاغات تفيد باختفاء عائلات بأكملها في الفيضانات، مؤكدًا على إنشاء مراكز لتلقي بلاغات المفقودين، مشيرًا إلى ورود أنباء عن وفاة عائلات بأكملها، مضيفًا أن عدد القتلى في درنة تخطى 5300 شخص.

كما أكد عضو في لجنة الطوارئ الليبية لوكالة "رويترز"، أنه من المستحيل حاليا إحصاء العدد الإجمالي للوفيات، خاصة في درنة، إلا أن العدد كبيرٌ جدا، لافتًا إلى أن الكثير من المباني انهارت.

اقرأ أيضًا:

الوضع في درنة كارثي

وفي هذا الصدد، وصفت لجنة الطوارئ الحكومية الوضع في درنة بأنه "كارثي" للغاية، الجثث ملقاة في كل مكان، في البحر، وفي الوديان، وتحت المباني.

وأعلن "حسام فيصل"، رئيس وحدة الكوارث والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، عن تجاوز عدد قتلى الفيضانات في ليبيا عن 5000 شخص، لافتًا إلى أن الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط الإمكانيات

وبدوره، شدد "عبد الحميد الدبيبة"، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، على ضرورة تجاوز الخلافات السياسية والانقسامات في ليبيا ومساعدة المناطق المنكوبة.

كما طالب "هشام أبو شكيوات"، وزير الطيران المدني الليبي وعضو غرفة الطوارئ، كافة الدول بإرسال جميع فرق إنقاذ متخصصة، موضحًا أن بعض الدول استجابة وأرسلت قواتها للإغاثة.

اقرأ أيضًا:

مأساة إنسانية

4.JPG
 

وكشفت الصور المتداولة من مدينتي درنة وسوسة الليبيتين، عن حجم الخراب والدمار الذي أحدثته العاصفة "دانيال" في المباني والشوارع، وما خلفته من ضحايا، إنها مأساة إنسانية سببتها السيول والفيضانات، وقد تمتد آثارها لسنوات طويلة، مما ترك عائلات الضحايا في حالة صدمة.

واجتاحت العاصفة دانيال عبر البحر الأبيض المتوسط البلد الذي يشهد انقساما وانهيارا بعد أكثر من عقد من الصراع.

وفي درنة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 125 ألف نسمة، تحولت الأحياء إلى أنقاض بعد أن جرفت مياه الفيضانات المباني وانقلبت السيارات على جوانب الطرق المغطاة بالطين والركام، واقتلعت الأشجار وغمرت المنازل المهجورة بعد انهيار السدود في هذه المنطقة.

ومن جانبه، أوضح "محمد القابسي"، مدير مستشفى الوحدة في مدينة درنة، إن 1700 شخص لقوا حتفهم في واحد من الحيين الرئيسيين بالمدينة و500 شخص في الحي الآخر.

والجدير بالإشارة أن الإعصار "دانيال" ضرب مدنا أخرى في شرق البلاد، على رأسها بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وأشار "تامر رمضان"، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، إلى أن عدد الوفيات سيكون "ضخما".

واستطرد "رمضان"، للصحافيين عبر دائرة تلفزيونية، قائلًا: "يمكننا أن نؤكد من مصادر معلوماتنا المستقلة أن عدد المفقودين يقترب من عشرة آلاف حتى الآن".

اقرأ أيضًا:

تحذير من السيول والفيضانات

2.JPG
 

تقع مدينة درنة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​شرق ليبيا، ويقسمها نهر موسمي يتدفق من المرتفعات إلى الجنوب وتندر حدوث الفيضانات في المدينة بسبب سدودها.

وأظهر مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، حجم الدمار الذي أصاب المدينة والأجزاء المتبقية من أحد السدود المنهارة على بعد 11.5 كيلومتر من المنبع في المدينة، حيث يلتقي واديان نهريان وتحيط بهما الآن برك ضخمة من المياه المختلطة بالطين.

ويشار إلى أن عبد الونيس عاشور الخبير في علوم المياه من جامعة عمر المختار في ليبيا، أكد في ورقة بحثية نشرت العام الماضي، إن درنة معرضة للخطر بسبب الفيضانات والسيول المتكررة عبر الوديان الجافة واستشهد بوقوع خمسة سيول منذ عام 1942، وحث حينها على اتخاذ خطوات فورية لضمان الصيانة المنتظمة للسدود في المنطقة.

 وحذر "عاشور"، من عواقب وقوع سيول عارمة، معتبرًا أنها ستكون كارثية على السكان في الوادي والمدينة.

العربية