بينما يستمر القصف الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، الذي تعرض سكانه للنزوح عدة مرات خلال الحرب المستمرة، تشير التقارير إلى تنفيذ إسرائيل ما يعرف بـ خطة الجنرالات في غزة خلف الكواليس.
ورغم النفي الرسمي، كشفت صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو منشورة من جنود إسرائيليين عن عمليات هدم وتجريف واسعة للمناطق السكنية شمال القطاع، وفقًا لتقرير نشرته واشنطن بوست.
ما هي خطة الجنرالات في غزة؟
هدم وتحول
أظهرت الصور هدمًا شاملاً لنصف مخيم جباليا بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر، مما أدى إلى إنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي، وشملت العمليات ربط طرق وتوسيع ممرات لتسهيل حركة المركبات العسكرية، وهو ما يشبه الإجراءات التي اتخذها الجيش الإسرائيلي في ممر "نتساريم" بوسط غزة سابقًا.
وفي حين ركزت العمليات في شمال القطاع على مناطق حضرية مكتظة بالسكان، ما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، يعتقد أن هذه التحركات تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تفصل شمال غزة عن مدينة غزة.
أرقام الدمار والنزوح
بحسب بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، تم تدمير حوالي ثلث المباني في شمال غزة حتى 1 ديسمبر، شاملة أكثر من 10 آلاف مبنى، بينها 5 آلاف في جباليا وحدها، واستمرت عمليات التدمير بعد ذلك التاريخ، مما حول أحياء بأكملها إلى ركام.
كما أجبر أكثر من 5,500 فلسطيني كانوا يحتمون في مدارس ببيت لاهيا على النزوح جنوبًا، بينما أعلنت إسرائيل أن عملياتها العسكرية تهدف إلى القضاء على مسلحي حماس، رغم أن هذه العمليات أدت إلى تهجير أكثر من 100 ألف فلسطيني خلال 11 أسبوعًا فقط.
حصار وتجويع
ترافق مع هذه العمليات تفاقم الحصار الإسرائيلي على القطاع، مما أدى إلى نقص شديد في الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية، وقد اتهمت منظمات إغاثية دولية إسرائيل باستخدام "سلاح التجويع" ضد السكان المدنيين.
وتظهر صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل، حيث تحولت المنازل والأسواق إلى أكوام من الخرسانة والغبار، بينما تستمر معاناة المدنيين وسط تصعيد عسكري غير مسبوق يهدد بنقل الأزمة إلى مراحل أكثر تعقيدًا.
اقرأ أيضًا: