صرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، مساء الأربعاء، بأن القيادة الفلسطينية ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي لقطاع غزة، مشددًا على أن فلسطين ليست للبيع، وأن القدس ستظل عاصمة الدولة الفلسطينية.
موقف عربي حاسم
وخلال مقابلة مع قناة "الشرق"، كشف أبو ردينة عن مشاورات مهمة تجري حاليًا بين الدول العربية، مؤكداً أن هناك موقفًا عربيًا حاسمًا سيتم الإعلان عنه خلال أسبوع إلى عشرة أيام، في إطار جهود دبلوماسية تهدف إلى مواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.
اقرأ أيضًا:
- قبل التوجه لـ واشنطن.. ملك الأردن يعلق على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين| ماذا قال؟
- "صب الزيت على النار".. أول رد من حماس على خطة ترامب لتهجير سكان غزة
وانتقد أبو ردينة التصريحات الأمريكية الأخيرة، معتبرًا أنها لا تخدم تحقيق الأمن والاستقرار، بل تزيد من التوتر، مؤكدًا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يكمن في الالتزام بالشرعية الدولية، وتطبيق مبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أشاد بالمواقف العربية والدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية، مشيرًا إلى دعم قوي من دول مثل السعودية، مصر، والأردن، إضافةً إلى مواقف إيجابية من دول أوروبية كفرنسا، بريطانيا، ألمانيا، وإسبانيا.
وأضاف أبو ردينة أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتمرير أي مخططات تمس حقوقهم، مستشهدًا بالموقف الصلب الذي اتخذوه قبل ثماني سنوات، عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث رفضت القيادة الفلسطينية هذا القرار بشكل قاطع، وأكدت أن القدس خارج أي تسوية سياسية.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية آنذاك ظلت خارج المعادلة الفلسطينية، حيث قاطعتها القيادة الفلسطينية لمدة ثلاث سنوات حتى تولى جو بايدن الرئاسة، لكنه لم يحقق أي تقدم ملموس، بل استمر في دعم إسرائيل ماليًا وعسكريًا، مما زاد من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأكد أبو ردينة أن الموقف الفلسطيني والعربي واضح لا لبس فيه، وهو أن منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، هي الجهة الوحيدة المخولة بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني وتحديد مستقبله السياسي، ولن يسمح لأي جهة أخرى بفرض حلول غير مقبولة.
خطط ترامب لتهجير الفلسطينيين
وجاءت هذه التصريحات ردًا على ما أعلنه ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث كشف عن خطة تتضمن تولي الولايات المتحدة إعادة إعمار غزة، وتسوية الأراضي فيها، وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، عبر مشاريع تنموية تهدف إلى خلق فرص عمل ومساكن جديدة للسكان، مع إعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة.
وقد لاقت هذه الخطة الأمريكية رفضًا واسعًا على المستويين العربي والدولي، حيث اعتبرتها العديد من الدول محاولة لفرض حلول تتجاهل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وتكرس الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من إيجاد حل عادل للقضية.