أبدت حركة حماس استعدادها لتقديم تنازلات سياسية كبيرة بشأن مستقبل قطاع غزة، معلنة قبولها التخلي عن الحكم لصالح حكومة وحدة وطنية، لكنها أكدت تمسكها بالسلاح حتى تحقيق دولة فلسطينية مستقلة.
وفي حديث لشبكة "إن بي سي نيوز"، أوضح القيادي في الحركة، باسم نعيم، أن حماس مستعدة لتسليم إدارة القطاع لأي هيئة أو حكومة فلسطينية مستعدة لتولي المسؤولية، لكن سلاح المقاومة ليس مطروحًا للتفاوض إلا كجزء من تسوية شاملة تؤدي إلى إقامة دولة ذات سيادة.
اقرأ أيضًا:
- واشنطن بوست تتوقع مصير المرحلة الثانية من المفاوضات بين حماس وتل أبيب
- حماس أمام مفترق طرق.. إسرائيل تضع 3 خيارات مصيرية وتلوح بالحرب (تفاصيل)
تمديد الهدنة
وتأتي هذه التصريحات قبيل انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والمقرر انتهاؤها يوم السبت، وسط جولات مفاوضات شاقة في القاهرة بوساطة مصرية وقطرية وأميركية.
ورغم المساعي الحثيثة لحلحلة العقد العالقة، لم تبدي إسرائيل أي التزام واضح بشأن تمديد الهدنة أو التقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، ما يزيد من هشاشة الوضع الميداني.
وفي المقابل، أعلنت إسرائيل نيتها إرسال وفد دبلوماسي إلى القاهرة لاستكمال المحادثات، لكن نعيم أكد أن حماس لم تتلقى أي إخطار رسمي بشأن استئناف التفاوض.
واتهم إسرائيل بتعمد المماطلة في المفاوضات للبحث عن ذريعة تعيدها إلى العمليات العسكرية في غزة، أو للضغط على حماس لقبول شروط المرحلة الثانية تحت التهديد بالتصعيد.
الانسحاب من ممر فيلادلفيا
وفقًا للاتفاق، يفترض أن يبدأ الجيش الإسرائيلي غدًا السبت الانسحاب من ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر، إيذانًا بانتهاء المرحلة الأولى التي استمرت ستة أسابيع، وشهدت إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
ومع ذلك، صرح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين بأن إسرائيل تطالب ببقاء قواتها في الممر الحدودي، ما يعكس نيتها الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد في القطاع.
وتعد معضلة سلاح حماس العقبة الأبرز أمام أي تسوية مستقبلية، إذ تصر الحركة على الاحتفاظ بقدراتها العسكرية كضمانة وحيدة للدفاع عن الفلسطينيين، في مواجهة رفض قاطع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه اليمينيين، الذين يشترطون نزع السلاح كخطوة أساسية لأي اتفاق طويل الأمد.
وفي ظل هذه التعقيدات، يبقى مستقبل غزة مرهونًا بقدرة الوسطاء على تحقيق اختراق حقيقي في المفاوضات، يمهد الطريق لسلام مستدام أو يترك القطاع عرضة لجولة جديدة من التصعيد.