أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح الإثنين، بتصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وحركة حماس بعد تعثر مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وجاء ذلك عقب إعلان إسرائيل إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة ووقف دخول المساعدات الإنسانية، مع التراجع عن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق القائم.
وبحسب الصحيفة، كثفت إسرائيل هجماتها السياسية والعسكرية على القطاع، حيث أعادت فرض الحصار وأغلقت المعابر، تزامنًا مع تصعيد العمليات العسكرية عبر شن غارات على مناطق بيت حانون ورفح، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
اقرأ أيضًا:
- ترامب يتحدث عن المفاوضات الجارية بشأن اتفاق غزة.. طالع التفاصيل
- واشنطن بوست تتوقع مصير المرحلة الثانية من المفاوضات بين حماس وتل أبيب
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى الضغط على حماس لدفعها لتقديم تنازلات دون الحصول على مكاسب استراتيجية، خاصةً فيما يتعلق بإنهاء الحرب أو الانسحاب الكامل من غزة.
التصعيد الإسرائيلي
أوضحت الصحيفة أن التصعيد الإسرائيلي جاء بعد رفض حماس للمقترح الأميركي الذي حمله المبعوث ستيف ويتكوف، والذي نص على وقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مقابل الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين والجثامين في اليوم الأول من الهدنة، مع إطلاق سراح البقية حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف الحرب.
ورغم ترحيب إسرائيل الرسمي بالخطة، فإنها لم تستجب لأي من شروط المقاومة مثل الانسحاب من القطاع أو بدء عملية إعادة الإعمار ما جعل الخطة غير مقبولة بالنسبة لـحماس.
حشد عسكري ورسائل تهديد مباشرة
لم تكتف إسرائيل بإعادة الحصار، بل عززت وجودها العسكري على حدود غزة في خطوة توحي بأن الجيش مستعد لتنفيذ عمليات أوسع إن طُلب منه ذلك، ورأت الصحيفة أن هذا التحشيد ليس مجرد محاولة للضغط النفسي، بل رسالة مباشرة لحماس بأن رفض خطة ويتكوف سيؤدي إلى تصعيد أوسع، وهو ما عبر عنه البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووفقًا للتقرير، تحاول إسرائيل إعادة المفاوضات إلى المربع الأول، عبر التركيز فقط على ملف تبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية مع تجاهل القضايا المحورية التي تصر حماس على حلها، مثل إنهاء الحرب وضمان مستقبل القطاع.
وتهدف تل أبيب من خلال هذه الاستراتيجية إلى تقليص أهمية ورقة الأسرى، وتأجيل أي تنازلات استراتيجية إلى حين سحب أي أدوات ضغط حقيقية من يد المقاومة، وفي المقابل، يعكس رفض حماس للخطة تمسكها بضمانات طويلة الأمد ورفضها التخلي عن الأسرى مقابل مكاسب مؤقتة.
التنسيق الأميركي الإسرائيلي
أبرزت الصحيفة انحياز الولايات المتحدة للموقف الإسرائيلي، حيث تسعى واشنطن وتل أبيب لتقليص تأثير ملف الأسرى إلى أدنى حد، بهدف الوصول في النهاية إلى ترتيب سياسي وأمني في غزة يضعف قدرة حماس العسكرية ويمنعها من استعادة قوتها مستقبلًا، ما يمهد لإنهاء الحرب والانسحاب بشروط إسرائيلية.
زرغم هذا التصعيد، أكدت الصحيفة أن رفض حماس للخطة الأميركية لا يعني بالضرورة العودة الفورية للقتال، فقد منحت إسرائيل الوسطاء مهلة أسبوع للحصول على رد واضح من حماس، قبل أن تتخذ قرارًا بشأن خياراتها العسكرية.
ومع ذلك، فإن العودة إلى القتال ليست خطوة سهلة بالنسبة لـتل أبيب أو واشنطن ما يدفع الطرفين إلى التلويح بالتصعيد كورقة ضغط إضافية، بهدف انتزاع مكاسب من خلال مفاوضات غير متكافئة تمارس في ظل التهديد المستمر.