أكد إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن إسرائيل لم تلتزم بإدخال العدد الكامل من شاحنات المساعدات التي تم الاتفاق عليها خلال المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والتي انتهت مساء السبت.
وأوضح أن إسرائيل سمحت بدخول نحو نصف عدد الشاحنات المتفق عليها، رغم التزامها بإدخال 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية الأساسية في القطاع، وفق البروتوكول الإنساني المنبثق عن اتفاق وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضًا:
- مصر تعلّق على منع إدخال المساعدات لغزة
- صحيفة عبرية تكشف الهدف الحقيقي وراء قرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
منع إدخال المواد الحيوية
وأشار الثوابتة إلى أن ما دخل فعليًا خلال فترة الهدنة لم يتجاوز 300 شاحنة يوميًا في المتوسط، بما في ذلك الشاحنات التجارية والمساعدات الإنسانية، وهو ما يعني أن ما تم إدخاله فعليًا لا يغطي سوى 20% من الاحتياجات الضرورية لسكان غزة.
وأوضح أن إجمالي عدد الشاحنات التي كان من المفترض دخولها على مدار 42 يومًا يفوق 25 ألف شاحنة، لكن إسرائيل أدخلت قرابة نصف هذا الرقم فقط.
ولفت الثوابتة إلى أن إسرائيل تعمدت منع إدخال مواد حيوية وأساسية، مثل الخيام والكرفانات، التي كان من المفترض إدخال 260 ألفًا منها لتوفير مأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي، كما منعت تل أبيب دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى جانب الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات تحلية المياه والصرف الصحي، ما فاقم الأزمة الصحية والبيئية في القطاع.
وأضاف الثوابتة أن تقنين إسرائيل لدخول المساعدات الإنسانية يعد انتهاكًا صارخًا للالتزامات الدولية، ويكشف استمرار تل أبيب في استخدام سياسة الحصار والتجويع كأداة للحرب ضد المدنيين الفلسطينيين، وأكد أن هذه الممارسات تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة مع ارتفاع معدلات الفقر والجوع وانعدام الأمن الغذائي في معظم مناطق القطاع.
نفاذ المخزون الغذائي
وفيما يتعلق بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول وجود مخزون غذائي في غزة يكفي لستة أشهر، وصف الثوابتة هذه الادعاءات بأنها محض "تضليل إعلامي" يهدف إلى قلب الحقائق والتغطية على الانتهاكات الإسرائيلية.
وأوضح أن التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر تؤكد أن المخزون الغذائي المتوفر في غزة يكاد ينفد تمامًا، وأن أكثر من 80% من سكان القطاع يعتمدون على مساعدات محدودة جدًا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية.
وأكد الثوابتة أن استمرار الحصار الإسرائيلي وعرقلة دخول المساعدات، إلى جانب منع المواد الطبية والغذائية الأساسية يهدد حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين ويفاقم المعاناة الإنسانية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على إسرائيل للالتزام بتعهداتها الإنسانية، وضمان دخول المساعدات بشكل كامل ومستمر لإنقاذ السكان من شبح المجاعة والانهيار الصحي.