في ظل استمرار إغلاق المعابر بين غزة وإسرائيل وعدم توفر الوقود، لجأ عدد من الفلسطينيين في غزة إلى طريقة غير تقليدية لاستخراج الوقود من النفايات البلاستيكية، وذلك كحل مؤقت لمواجهة نقص الوقود الحاد.
وتتضمن هذه الطريقة حرق النفايات البلاستيكية لاستخراج كميات محدودة من السولار والبنزين، وهي عملية شاقة ومرهقة، لكنها أصبحت ضرورة في ظل الأزمة الحالية.
اقرأ أيضًا:
- هيئة البث الإسرائيلية: جيش الاحتلال يخطط للقيام بهذا الإجراء في محور فيلادلفيا
- القاهرة ترفض هذا الطلب للولايات المتحدة.. ما علاقة حماس؟
إغلاق المعابر
بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، قررت الأخيرة إغلاق جميع المعابر ومنع إدخال الوقود، غاز الطهي، والمساعدات الإنسانية، مما أدى إلى أزمة كبيرة في مختلف القطاعات، وخاصة في قطاع النقل والمواصلات، حيث شهدت أسعار الوقود ارتفاعًا هائلًا وأصبح من الصعب على السكان تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الماء.
وشرح عمر القصاص، صاحب مشروع لاستخراج الوقود من البلاستيك، كيفية عمله قائلاً إنه يشتري المواد البلاستيكية التالفة من السكان الذين يجمعونها من المنازل المدمرة أو من الأماكن العامة.
ويقوم القصاص بحرق هذه النفايات في صهريج حديدي كبير على مراحل لاستخراج الوقود والشحوم، وأوضح أنه يتم فصل السولار عن البنزين في عملية منفصلة عن حرق البلاستيك، مشيرًا إلى أن هذه العملية رغم خطورتها توفر الوقود بأسعار أقل من السوق السوداء.
خيار ارخص
ويعتبر الوقود المستخرج من البلاستيك خيارًا أرخص بالنسبة للسكان، ولكنه لا يكفي لتلبية احتياجاتهم بشكل كامل، حيث لا يتجاوز ما يتم استخراجه من طن البلاستيك الواحد 500 لتر من الوقود، كما أضاف القصاص أن استمرار هذه العملية غير مضمون بسبب المخاطر الصحية والأمنية الكبيرة، بالإضافة إلى ندرة المواد البلاستيكية اللازمة للعمل.
ومن جهته، قال محمد أكرم، أحد العاملين في المشروع، إن الفريقين العاملين على استخراج الوقود من البلاستيك يواجهان العديد من المخاطر، من بينها احتمالية انفجار الصهريج المشتعل بالنفايات البلاستيكية.
كما يخشى العمال من استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة وأنهم يقومون بعملية معقدة تعيق الحصار المفروض على قطاع غزة.
مخاطر صحية
زتحذر الأوساط الطبية من المخاطر الصحية الكبيرة لهذه العملية، حيث يقول الطبيب محمد الحلو المتخصص في الأورام السرطانية إن الوقود المستخرج من البلاستيك يشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة، ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض السرطانية والتهابات الصدرية.
كما أن احتراق هذا النوع من الوقود غير مكتمل، ما يؤدي إلى انتشار الملوثات في الجو ويزيد من خطر الإصابة بالتليف الرئوي.
ولفت الحلو إلى أن حرق إطارات السيارات المستخدم في إشعال النار يزيد من معدلات التلوث البيئي في غزة، مما يفاقم المشكلة الصحية بشكل كبير.
وتوفر هذه الطريقة في استخراج الوقود حلاً مؤقتًا للبعض، لكنها تحمل في طياتها العديد من المخاطر الصحية والأمنية، مما يجعلها خيارًا محفوفًا بالمخاطر في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها قطاع غزة.