كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها صباح اليوم الأربعاء، عن تصاعد حدة التوتر والضغوط المتبادلة بين حركة حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت تشهد فيه ساحة الصراع الميداني والسياسي تطورات متلاحقة.
وذكرت الصحيفة أن حركة حماس أعلنت فقدان الاتصال بإحدى المجموعات التابعة لها، والتي تحتجز الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، وذلك بعد تعرض مكان وجود المجموعة لقصف إسرائيلي مباشر.
وعلى الصعيد الآخر، قام نتنياهو بزيارة نادرة ومفاجئة إلى شمال قطاع غزة، في خضم عمليات عسكرية تهدف إلى توسيع النفوذ الإسرائيلي في القطاع ومحاصرة حماس، للضغط عليها لتسليم 59 رهينة يعتقد أن نصفهم قد لقوا حتفهم.
اقرأ أيضًا:
- جيش الاحتلال يعلن اغتيال قيادي بارز في لواء غزة بحماس
- مصدر إسرائيلي يفجر مفاجأة.. هل تنهار غزة قبل الوصول إلى اتفاق؟
استمرار حرب الإبادة
وفي هذا السياق، صرح أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، أن فقدان الاتصال بمجموعة الأسر يشير إلى نية الجيش الإسرائيلي استهدافهم عمدًا، في محاولة للتخلص من عبء قضية الأسرى من حاملي الجنسية المزدوجة، وذلك بهدف التفرغ لمواصلة "حرب الإبادة" ضد الشعب الفلسطيني.
كما أشار إلى أن القسام نشرت سابقًا، وتحديدًا يوم السبت الماضي، مقطع فيديو للجندي ألكسندر، ظهر فيه وهو يتهم الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية بالكذب عليه فيما يخص وعود إطلاق سراحه.
من جانبها، نقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر من حماس قولها إن الحركة أبلغت الوسطاء، خلال اجتماعات عقدت في القاهرة، بأنها لا تمانع في إطلاق سراح ألكسندر في إطار مبادرة رمزية موجهة نحو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ارتباك داخل القيادة الإسرائيلية
وفي المقابل، أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تصريحات لمصادر أمنية إسرائيلية شككت في موقف المؤسسة العسكرية، وانتقدت أداء وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، معتبرة أن تصريحه الأخير بأن العملية العسكرية في غزة لا تهدد حياة الرهائن جاء لخدمة أهداف رئيس الوزراء نتنياهو سياسيًا، وليس لاعتبارات أمنية حقيقية.
ووصفت المصادر الوزير بأنه مجرد "بوق" لنتنياهو، وأشارت إلى وجود ارتباك داخل القيادة بشأن مستقبل العمليات العسكرية في غزة، إلى جانب تصاعد التوتر نتيجة احتجاجات من جنود الاحتياط.
كما أعربت المصادر عن استغرابها من تصريح رئيس أركان الجيش، الذي أشار إلى أن كافة أذرع المؤسسة العسكرية تدعم استمرار العمليات في غزة، معتبرة أن هذه التصريحات تظهر انحيازًا واضحًا للحكومة وتتنافى مع بعض الحسابات العسكرية الضرورية.
وأكدت المصادر أن تصريحات قائد شعبة الاستخبارات العسكرية زامير، تصب في الاتجاه نفسه وتثير مزيدًا من الشكوك حول تسييس الموقف العسكري لصالح الحكومة الحالية.