أفادت القناة 12 الإسرائيلية صباح اليوم الجمعة، بأن حكومة الاحتلال كانت قد استعدت مسبقًا لاحتمالية رفض حركة حماس للعرض الإسرائيلي الأخير بشأن التهدئة.
ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى تأكيده بأن جميع التحضيرات العسكرية تم وضعها مسبقًا للتعامل مع هذا السيناريو، مشددًا على أن تبعات هذا الرفض ستظهر على الأرض خلال الأيام القليلة المقبلة، في إشارة إلى تصعيد عسكري وشيك.
اقرأ أيضًا:
- هجوم بلا أهداف.. هآرتس تكشف حقيقة العدوان الإسرائيلي على غزة
- طلب أميركي مفاجئ من الشرع بشأن الفصائل الفلسطينية
وأوضحت القناة أن من ضمن الخطوات التي تنوي إسرائيل تنفيذها هي توسيع رقعة سيطرتها الميدانية داخل قطاع غزة عبر تقدم قواتها البرية نحو مزيد من المناطق، وهو ما يندرج ضمن سياسة الضغط العسكري لتحقيق مكاسب تفاوضية.
موقف حركة حماس
في المقابل، جدد خليل الحية، رئيس وفد حركة حماس المفاوض، موقف حركته الداعم للانخراط الفوري في مفاوضات شاملة تقوم على مبدأ التبادل الكامل للأسرى، بحيث يشمل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى المقاومة مقابل عدد يتم التوافق عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وفي كلمة متلفزة، قال الحية إن قيادة حركة حماس، إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، بذلت جهوداً استثنائية على مدار ما يزيد عن عام ونصف من المفاوضات المعقدة بهدف وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي والحرب المستمرة التي تُمارس على قطاع غزة.
وبين أن هذه الجهود أثمرت عن التوصل إلى اتفاق يوم 17 يناير، الذي تضمّن ثلاث مراحل متتالية، وقد التزمت المقاومة بكل ما تضمنه الاتفاق.
لكن، وبحسب الحية، فإن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو تراجعت عن الالتزام بالاتفاق قبل الانتهاء من المرحلة الأولى، لتعود وتستأنف هجماتها العسكرية وجرائمها التي تتنوع بين القصف والقتل الجماعي وهدم البنية التحتية، إلى جانب فرض سياسة تجويع شاملة، في محاولة لفرض أمر واقع جديد بالقوة.
احتواء الموقف
وأكد الحية أن الوسطاء الدوليين أعادوا التواصل مع حركة حماس في محاولة لاحتواء الموقف بعد التصعيد الإسرائيلي، وقد وافقت الحركة على مقترح وساطي جديد في نهاية شهر رمضان، رغم قناعتها بأن نتنياهو لا يزال يتمسك بخيار الحرب بهدف تعزيز وضعه السياسي الداخلي.
وأضاف أن تأكيد هذه القناعة جاء بعد أن رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية المقترح الوساطي الذي قبلت به حماس، وبدلاً من ذلك طرح مقترحاً جديداً يتضمن شروطًا تعجيزية لا تفتح الباب أمام وقف الحرب أو انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريراً ينتقد بشدة سياسة الحكومة الإسرائيلية، ووصفتها بأنها حكومة "الكوابيس" في ظل دعم إدارة ترامب السابقة.
وقالت الصحيفة إن سياسة التجويع الجماعي التي تمارس بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة أصبحت ممارسة طبيعية ومعلنة، بعد أن كانت في بدايات الحرب تنكر أو تبرر بأنها لا تستهدف المدنيين.
كارثة إنسانية
وأضافت الصحيفة أن منذ أكثر من ستة أسابيع، لم يسمح بدخول أي نوع من المساعدات الإنسانية إلى غزة، سواء من غذاء أو أدوية أو خيام أو إمدادات أساسية أخرى، وهو ما تسبب بكارثة إنسانية يدفع ثمنها الباهظ مئات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن والمحتاجين.
وأشارت إلى أن التجويع لا يأتي منفصلاً، بل يترافق مع أزمات متفاقمة مثل انعدام المياه النظيفة، واضطرار السكان للعيش في خيام، إلى جانب انهيار أنظمة الصرف الصحي والخدمات الطبية.
وحذرت الصحيفة من أن هذه الأوضاع خلقت بيئة مثالية لتفشي الأمراض والأوبئة، كما نبهت تقارير صادرة عن منظمات صحية دولية.
واختتمت "هآرتس" تقريرها بتأكيد أن هذه السياسة الإسرائيلية لا تحقق أهداف الحرب، مشددة على أن موت الأطفال جوعًا أو مرضًا لن يعيد الأسرى الإسرائيليين أو يسقط حركة حماس.