وجه النائب العربي السابق في الكنيست جمال زحالقة، انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بتوسيع أهداف الحرب على غزة لتشمل مخططاً جديداً يتمثل في تهجير السكان الفلسطينيين، وهو ما اعتبره زحالقة تطوراً خطيراً في مسار الحرب.
وأوضح أن هذا التحول يعد إعلاناً صريحاً عن نوايا كانت تُخفى سابقاً، لكنها خرجت الآن إلى العلن، مدعومة، حسب تعبيره، من الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
اقرأ أيضًا:
- آخر وصايا بابا الفاتيكان قبل وفاته.. ما علاقة غزة؟
- تصريحات سموتريتش تشعل غضب الشارع الإسرائيلي.. ما علاقة الأسرى؟
تكرار أفكار ترامب
ورأى زحالقة أن نتنياهو لا يكتفي فقط بتكرار أفكار ترامب، بل يسير على خطاه في إدارة السياسات الإسرائيلية، حتى وإن بدا في العلن أنه يرفض السير على النهج الدبلوماسي الذي تتبعه الإدارة الأمريكية الحالية تجاه إيران.
وأضاف: "نتنياهو يمدح ترامب بطريقته الخاصة، ويكرر مواقفه العدائية، ويعيش داخل فلك التفكير الترامبي، دون أي محاولة للخروج عنه أو تجاوزه، حتى وهو يدّعي مقاومة المسارات الدبلوماسية".
وتابع زحالقة تحليله قائلاً: "عندما نتمعن في التصريحات الأخيرة لنتنياهو، فإننا أمام دلالة واضحة بأن الحرب على غزة لن تكون محدودة زمنياً، بل من المرجح أن تمتد لأشهر وربما سنوات، خاصة في ظل إصراره على أهداف متحركة تتوسع باستمرار بدلاً من أن تنحسر".
غضب الشارع الإسرائيلي
ولفت إلى أن هذا التعقيد المستمر في الأهداف يزيد من الفوضى، ويؤجج الغضب في الداخل الإسرائيلي، لا سيما في صفوف العسكريين والمدنيين، الذين بدأوا بالفعل يعبرون عن رفضهم الصريح للحرب، سواء عبر التظاهر أو رفض الانضمام إلى الخدمة الاحتياطية.
وأشار زحالقة، إلى أن الاحتجاجات باتت تلاحق نتنياهو في كل مكان حتى في المناسبات العائلية الخاصة، كما حدث مؤخرًا عندما لاحقه المتظاهرون إلى بيت خطيبة ابنه، في تعبير رمزي عن مدى تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياساته.
وأكد أن ما يقوم به نتنياهو حالياً لا يخرج عن كونه تكراراً لخطاباته السابقة التي تهدد بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط"، من خلال قتل قادة المقاومة مثل حسن نصر الله ويحيى السنوار، مع الترويج لمخططات السيطرة الكاملة على غزة وإخضاعها عسكريًا.
وفي ختام تصريحاته، انتقد زحالقة بشدة خطاب الحكومة حول المساعدات الإنسانية، معتبراً أن ما يقدم من مساعدات ليس سوى محاولة "لتجميل الجريمة"، خاصةً بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي ذاته بتأسيس مقرات لوجستية مخصصة لتوزيع تلك المساعدات، بالاستعانة بعمال أجانب وفلسطينيين، يتم فحصهم ومراجعتهم بشكل قانوني.
وأوضح أن هذا الإخراج الإنساني المزعوم لا يغغي جوهر القضية، التي تتلخص في استمرار ارتكاب الجرائم ضد المدنيين في غزة، تحت غطاء العمليات العسكرية.