أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال كلمة ألقاها في مراسم إحياء ذكرى "الهولوكوست" التي أُقيمت أمس الأربعاء في متحف "ياد فاشيم" بالقدس، أن إسرائيل ماضية في حربها على قطاع غزة، دون اعتبار لأي ضغوط دولية، مشددًا على أن "لا دولة في العالم تستطيع وقف هذه الحرب"، التي وصفها المجتمع الدولي ووسائل إعلام عالمية بـ"الإبادة الجماعية".
اقرأ أيضًا:
- جيش الاحتلال يضع 4 سيناريوهات للحرب على غزة.. ما هي؟
- محتجون يهاجمون بن غفير في الولايات المتحدة.. وهذا ما فعلوه (فيديو)
رفض قاطع
وفي كلمته، أبدى نتنياهو رفضًا قاطعًا لما وصفه بـ"محاولات تقييد إسرائيل"، مؤكدًا أنه تحدث بصراحة وصرامة ضد جهات في المجتمع الدولي - لم يسمها - كانت تسعى، بحسب قوله، إلى فرض قيود على العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
وأشار إلى أن بعض هذه الجهات هددت بفرض حظر على توريد الأسلحة لإسرائيل في حال واصلت قواتها عملياتها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأن بعضهم بالفعل شرع في تنفيذ هذه التهديدات.
وزعم نتنياهو أنه خاطب المسؤولين في الولايات المتحدة، التي تعد الحليف الأكبر لإسرائيل، قائلاً: "لن تقيد أيدينا، ولن يسمح أحد لنا بإيقاف الدفاع عن أنفسنا، سندخل رفح مهما كانت الضغوط، لأن هذا جزء أساسي من تحقيق النصر"، وفق تعبيره.
وأضاف متعهدًا بأن إسرائيل "لن تقبل الإملاءات الخارجية"، وادعى أن بلاده مصممة على "تصفية الحساب" مع حركة حماس، مشيرًا إلى أن تل أبيب ستواصل المعركة حتى لو اضطرت للوقوف وحدها دون دعم من أحد.
الملف الإيراني وتحذيرات نووية
وانتقل نتنياهو في كلمته للحديث عن إيران، ليكرر تحذيراته بشأن طموحات طهران النووية، قائلاً إن الهزيمة أمام إيران لن تقتصر تداعياتها على إسرائيل، بل ستمتد لتشمل العالم الغربي بأكمله، وأضاف أن تلك التداعيات ستكون "أسرع وأخطر مما يتصور كثيرون"، لكنه استدرك بالتأكيد على أن إسرائيل "لن تنهزم، ولن تستسلم، ولن تخضع".
وادعى أن النظام الإيراني يشكل تهديدًا وجوديًا ليس لإسرائيل وحدها، بل للبشرية بأسرها، متوقعًا سيناريو كارثي في حال امتلاك طهران لسلاح نووي، حسب زعمه.
وجاءت تصريحات نتنياهو في توقيت حساس، تزامن مع مفاوضات غير مباشرة جارية بين واشنطن وطهران حول برنامج إيران النووي، وكانت العاصمة العمانية مسقط قد استضافت الجولة الأولى من هذه المباحثات في 12 أبريل الجاري، ووصفتها الإدارة الأميركية بأنها "إيجابية للغاية وبناءة"، فيما عقدت الجولة الثانية في العاصمة الإيطالية روما، داخل مقر إقامة السفير العماني هناك، وسط تكتم شديد على فحوى التفاهمات.
هرتسوغ ينتقد الانقسام الداخلي
وفي سياق متصل، تطرق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال كلمته في نفس المناسبة، إلى الانقسامات الداخلية المتفاقمة داخل إسرائيل، محذرًا من أن التاريخ لن يغفر لمن يسهمون في تفكيك النسيج الوطني من الداخل.
وقال: "هناك من يهدمون أسس دولتنا الرائعة، التي نشأت من رماد الهولوكوست، التاريخ سيسجل بعدم مسؤولية كل من يدفع بهذا الاتجاه الخطير".
وتعاني إسرائيل حاليًا من احتقان داخلي غير مسبوق، حيث يواجه الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو معارضة حادة من قبل خصومه السياسيين، إلى جانب رفض شعبي متزايد لسياسته في إدارة الحرب والتعامل مع القضايا الأمنية.
وقد تصاعدت التوترات مؤخرًا على خلفية قرارات حكومية مثيرة للجدل، كان أبرزها إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ما عمق الانقسام داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية.