كشفت وسائل إعلام عبرية تفاصيل جديدة حول العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم السبت الماضي.
وذكرت القناة 14 العبرية أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية قدرت أن الهجوم الذي استهدف جيبًا عسكريًا كان يقل عدة مجندات، كاد أن ينتهي بأسرهن لولا تدخل عسكري سريع.
اقرأ أيضًا:
- من قلب غزة.. القسام يضرب بقوة والمروحيات تنقل الجرحى الإسرائيليين (فيديوهات)
- "بسببكم كلنا هنا".. "القسام" تعرض رسالة مصورة جديدة لأسير إسرائيلي في غزة (فيديو)
تفاصيل العملية
ووفقًا للتحقيقات الأولية وتحليل ما جرى، فقد أطلقت خلية فلسطينية مسلحة قذيفة مضادة للدروع باتجاه الجيب العسكري المستهدف، مما أدى إلى إصابته بشكل مباشر.
وتشير التقديرات إلى أن مجاهدي القسام بدأوا بالفعل بالركض نحو الجيب بهدف أسر المجندات، غير أن تدخل دبابة إسرائيلية وصلت إلى الموقع خلال أقل من دقيقة واحدة، إضافة إلى إطلاق نار كثيف من موقع عسكري قريب، أجبر المهاجمين على الانسحاب قبل إتمام المهمة.
ويوم السبت نفسه، نشرت كتائب القسام مشاهد مصورة جديدة لكمين "كسر السيف"، الذي استهدف جنودًا وضباطًا من جيش الاحتلال على شارع العودة شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وأظهرت المشاهد لحظات قنص مباشر باستخدام بنادق "الغول" القسامية، التي طورتها الكتائب محليًا.
وأوضحت الكتائب أن الكمين لم يقتصر على عمليات القنص فقط، بل شمل كذلك استهداف آليات عسكرية إسرائيلية، خاصة "البواقر" المخصصة لعمليات التجريف، مستخدمين قذائف مضادة للدروع، وأشارت إلى أن بعض عمليات القنص الرابعة لم توثق بسبب ظروف المعركة.
كمين كسر السيف
وفي تطور آخر يوم الإثنين، بثت كتائب القسام مقاطع مصورة إضافية من كمين "كسر السيف" المعقد، والذي نفذ ضد قوات الاحتلال بالقرب من السياج الفاصل شرقي بيت حانون.
وفي بلاغ عسكري مقتضب عبر قناتها على تليجرام، أكدت الكتائب أن مقاتليها استهدفوا جيبًا عسكريًا من نوع "Storm" تابع لكتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة، مستخدمين قذيفة مضادة للدروع مما أدى إلى وقوع إصابات محققة في صفوف القوة المستهدفة.
وأضافت الكتائب أن قوة إسناد إسرائيلية هرعت لإنقاذ المصابين، فتم نصب كمين آخر لها باستخدام عبوة "تلفزيونية 3" المضادة للأفراد، مما أوقع أفرادها بين قتلى وجرحى، وفق ما جاء في البيان.
ثغرات خطيرة
من جهته، علق الصحفي الإسرائيلي ألموغ بوكير على توثيق كتائب القسام للعملية، مشيرًا إلى أن المشاهد أظهرت وجود ثغرات خطيرة في أداء الجيش الإسرائيلي.
وأوضح بوكير أن فتحة النفق التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية لتنفيذ الهجوم كانت معروفة مسبقًا للجيش، إلا أنه لم يتم التعامل معها بشكل مناسب أو إغلاقها.
وأكد بوكير أن الخطر الأكبر تمثل في إقامة معسكر إسرائيلي على بعد لا يتجاوز 200 متر من هذه الفتحة، مما أتاح لعناصر القسام تنفيذ الهجوم والانسحاب السريع من المنطقة، وأضاف قائلاً: "من حسن الحظ أن العملية لم تسفر عن أسر جنود، لكن من غير المقبول التغاضي عن هذا الإهمال الجسيم، وعلى الجيش أن يقدم تفسيرًا واضحًا لما حدث".
من جانبها، أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن كتائب القسام أعدت هذا الكمين بعملية مراقبة دقيقة لتحركات الجيش الإسرائيلي في منطقة بيت حانون، واعتمدت في التنفيذ على نفق كانت القوات الإسرائيلية قد اكتشفته في وقت سابق، مما شكل مفاجأة تكتيكية كبيرة، وأربك التقديرات الميدانية للجيش في تلك المنطقة.