أربيل يهود تفضح أهداف جيش الاحتلال الحقيقية من الحرب على غزة

الأسرى الإسرائيليين
الأسرى الإسرائيليين

في مقابلة مثيرة للجدل بثتها القناة الإسرائيلية 13، وجهت أربيل يهود، وهي إحدى الأسيرات الإسرائيليات اللواتي أُفرج عنهن ضمن صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، اتهامات مباشرة وصريحة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى تقاعسه عن حماية المدنيين يوم السابع من أكتوبر 2023، حين وقعت الهجمات المفاجئة التي دشنت مرحلة جديدة من الصراع.

اقرأ أيضًا:

هجوم عنيف

وقالت يهود خلال المقابلة إن الطائرات الإسرائيلية لم تكن حاضرة في الساعات الحرجة الأولى لحمايتهم من الهجوم، لكنّها لم تتوقف لاحقًا عن قصف غزة، رغم إدراك القيادة العسكرية بوجود أسرى إسرائيليين محتجزين هناك، ما وضع حياتها وحياة رفاقها في الأسر تحت تهديد دائم بالموت. 

وأضافت بنبرة غاضبة: "كنتم تقاتلون من أجل تنفيذ الهجوم، لكنكم لم تقاتلوا لحمايتنا والدفاع عنا في ذلك الصباح"، مؤكدة أن الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة لم تكن بالنسبة لها مصدر طمأنينة، بل زادت من شعورها بالرعب والخوف على حياتها.

ورغم ما تحمله هذه الشهادة من اتهامات مباشرة، فقد تجاهلت الحكومة الإسرائيلية الرد على مضمون المقابلة أو الإدلاء بأي تعقيب رسمي، في وقت تواصل فيه العمليات العسكرية دون وجود استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب أو تأمين عودة الأسرى. 

وتعبر يهود عن مشاعرها في نهاية اللقاء قائلة إنها لم تبدأ بعد في الحداد على شقيقها الذي قتل في الهجوم، مؤكدة أنها لن تشعر بالسلام النفسي أو التوازن العاطفي ما لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى، وعلى رأسهم شريك حياتها الذي ما يزال قيد الاحتجاز في غزة.

فشل الحكومة الإسرائيلية 

وقد أثارت هذه الشهادة ردود فعل واسعة في الأوساط العربية والفلسطينية، حيث اعتبرها كثيرون بمثابة كشف صريح لتناقضات المنظومة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. 

ووفقا للمحليين، يعكس حديث أسيرة إسرائيلية نالت حريتها عن تخلي جيشها عنها، طبيعة الأولويات داخل المؤسسة الإسرائيلية، التي تضع الأهداف العسكرية فوق حماية أرواح المدنيين وحتى جنودها.

ويرى مراقبون فلسطينيون أن هذه الشهادة تعيد طرح السؤال الأخلاقي والسياسي الأهم: ما جدوى الحرب التي تُخاض دون خطة واضحة، والتي لم تثمر سوى المزيد من الدمار والخسائر البشرية؟ كما تؤكد الرواية ذاتها الاتهام الفلسطيني الدائم بأن الاحتلال لا يأبه بحياة المدنيين، سواء كانوا فلسطينيين أم إسرائيليين، عندما يكون ذلك في تعارض مع طموحاته التوسعية أو أهدافه الأمنية والعسكرية.

وبينما تستمر الحرب في غزة وسط هذا الانقسام الداخلي والصمت الحكومي، تكشف كلمات أربيل يهود هشاشة الخطاب الرسمي الإسرائيلي، وفشل الحكومة في تبرير استمرار معركة تزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر.

فلسطين أون لاين