تحولات في العقيدة الأمنية: إسرائيل تراجع سياستها تجاه هذه الجماعة رغم الضغوط الأمريكية 

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن وجود مراجعة داخل أروقة صناع القرار في تل أبيب بشأن السياسة المتبعة تجاه جماعة الحوثي في اليمن، وذلك في ظل استمرار الجماعة في استهداف الأراضي الإسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيرة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع أن الحكومة الإسرائيلية تدرس بجدية إدخال تغييرات على نهجها الحالي تجاه اليمن، ما قد يشمل الرد العسكري المباشر على الهجمات المتزايدة التي تنفذها جماعة الحوثي. 

اقرأ أيضًا:

ضغوط أمريكية 

وأوضح المصدر أن إسرائيل امتنعت في الآونة الأخيرة عن تنفيذ ضربات داخل الأراضي اليمنية بناءً على طلب صريح من الإدارة الأميركية، التي تفضل أن تتولى وحدها مسؤولية التصدي للتهديدات القادمة من اليمن، في إطار حملتها العسكرية المستمرة في البحر الأحمر وخليج عدن.

في السياق نفسه، أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية، صباح الأحد، استئناف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون بعد توقف مؤقت جراء سقوط صاروخ أُطلق من اليمن وسقط في منطقة قريبة من المطار. 

وأوضح بيان مقتضب صدر عن المتحدث باسم سلطة المطارات أن عمليات الإقلاع والهبوط قد عادت إلى طبيعتها، مؤكداً أن مطار بن غوريون مفتوح ويعمل كالمعتاد.

صاروخ حوثي

وقد تسببت الهجمات في وقوع عدد من الإصابات الطفيفة نتيجة سقوط الصاروخ في بستان قريب من محيط المطار، ما أثار موجة قلق في صفوف المسافرين والسكان المحيطين. 

وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد أشارت إلى أن السلطات الأمنية أوقفت بشكل مؤقت جميع الرحلات الجوية، كما تم تعليق حركة القطارات وإغلاق المداخل المؤدية إلى المطار لحين تقييم الوضع الأمني.

ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد فقط من تقارير بثتها هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين أمنيين بارزين، أشاروا فيها إلى أن السبب الرئيسي في امتناع إسرائيل عن الرد العسكري على الحوثيين يعود إلى ما وصفوه بـ"كفاءة العمليات العسكرية الأميركية" التي نجحت في استهداف مواقع استراتيجية تابعة للجماعة.

وبحسب تلك المصادر، فإن الجيش الأميركي يشن ضربات دقيقة تستهدف مقار القيادة والسيطرة، ومخازن الأسلحة، ومرافق الإنتاج العسكري التابعة للحوثيين، وهو ما يقلل الحاجة لتدخل إسرائيلي مباشر في الوقت الراهن تفادياً لتوسيع رقعة المواجهة العسكرية في المنطقة.

اعادة ترتيب الأولويات

وفي تطور لافت يعكس إعادة ترتيب أولويات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كشفت الصحيفة عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أبلغ القيادة السياسية أن العام 2025 سيكرش بشكل أساسي للعمليات القتالية المستمرة في قطاع غزة، وهو ما يشير إلى ميل واضح لتوجيه الطاقات والموارد نحو الجبهة الجنوبية، مع إبقاء التهديدات الأخرى مثل الملف اليمني.تحت إدارة مدروسة بالتنسيق مع الحلفاء.

وتأتي هذه التطورات وسط حالة من الترقب الإقليمي، خصوصاً مع تصاعد الهجمات العابرة للحدود من اليمن، واستمرار الانخراط الأميركي في المواجهة ضد الحوثيين، ما قد يدفع إسرائيل إلى إعادة النظر في حدود صبرها الاستراتيجي إذا استمرت الجماعة في استهداف العمق الإسرائيلي.

سكاي نيوز