ابتزاز سياسي.. كيف علقت حماس على خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات في غزة؟

توزيع المساعدات الإنسانية
توزيع المساعدات الإنسانية

في تصعيد جديد للمواقف المتوترة حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، أصدرت حركة حماس بيانًا حاد اللهجة يوم الاثنين، انتقدت فيه بشدة الخطة التي أعلنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن آلية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، والتي ستتم تحت إشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي. 

واعتبرت الحركة أن هذه الخطة تمثل تهربًا صارخًا من المسؤوليات الإنسانية والقانونية التي تقع على عاتق إسرائيل كقوة احتلال، وتعكس استمرارًا واضحًا لسياسة التجويع الممنهج بحق الفلسطينيين في غزة.

خطة إسرائيل

أكدت حماس أن ما تطرحه إسرائيل بشأن إيصال المساعدات لا يعدو كونه غطاءً لمواصلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق السكان المدنيين عبر توفير الوقت والغطاء السياسي والعسكري لذلك. 

اقرأ أيضًا:

وأوضحت الحركة أن الخطة الإسرائيلية الجديدة، التي تمنح للجيش سلطة كاملة في إدارة قوافل المساعدات، تستخدم كأداة ضمن استراتيجية الضغط والابتزاز السياسي، ما يفرغ العمل الإنساني من مضمونه الحقيقي ويحوله إلى وسيلة لتصفية حسابات ميدانية وسياسية.

وشددت حماس في هذا السياق على رفضها القاطع تحويل المساعدات إلى ورقة مساومة تستخدم لتحقيق أهداف عسكرية أو سياسية، كما أكدت دعمها الكامل لموقف الأمم المتحدة الرافض لأي ترتيبات تتعلق بالمساعدات لا تراعي المبادئ الإنسانية الأساسية مثل الحيادية، والاستقلال، وعدم التمييز، موضحة أن أي خطة تفتقر لهذه الشروط مرفوضة شكلًا ومضمونًا.

وفي ضوء هذه التطورات، دعت حركة حماس إلى فتح كافة المعابر الإنسانية بشكل فوري، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، والذي ازداد ضراوة منذ اندلاع الحرب الأخيرة. 

واتهمت إسرائيل بمواصلة تعمد صناعة المجاعة في غزة من خلال تعطيل كل مسارات توزيع الغذاء والدواء والمياه، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية المتفاقمة والتي تهدد حياة الملايين في القطاع، خصوصًا مع غياب أي أفق لحل سياسي شامل أو هدنة دائمة.

قلق من نوايا إسرائيل

وفي ذات السياق، خرج فريق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة ببيان رسمي مساء الأحد، عبر فيه عن قلق بالغ إزاء الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات، واعتبر الفريق الأممي أن هذه الخطة تمثل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الإنسانية، وأنها تبدو مصممة بالأساس لتعزيز قبضة الاحتلال على الموارد الأساسية للحياة واستخدامها كورقة ضغط ضمن استراتيجية عسكرية تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين وإجبارهم على تقديم تنازلات.

وأضاف البيان أن آلية التوزيع التي يقودها الجيش الإسرائيلي تتعارض مع المبادئ الأساسية للحياد والاستقلال التي يجب أن تحكم العمل الإنساني، مؤكدًا أن الاستمرار في هذا النهج قد يؤدي إلى مزيد من الانهيار في الأوضاع الإنسانية الكارثية داخل القطاع، خاصة بعد منع دخول كافة أشكال المساعدات منذ مطلع مارس الماضي.

أداة ضغط لإطلاق الأسرى

من جهة أخرى، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن العديد من المسؤولين في حكومة الاحتلال يعتبرون استمرار الحصار الإنساني أداة فعالة للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها. 

ويعكس هذا التوجه بوضوح النية السياسية لاستخدام التجويع كأداة تفاوض، في مخالفة صريحة لكل المواثيق الدولية التي تجرم استخدام الغذاء والدواء كسلاح ضد المدنيين.

في المقابل، ترى حماس أن هذا الابتزاز السياسي لن يؤدي إلا إلى تصعيد أكبر في المشهد الميداني والإنساني، مؤكدة أنها لن تخضع لمعادلة تبادل تقوم على التجويع والمساومة بحياة الشعب الفلسطيني.

العربية