غموض يلف مصير محمد السنوار بعد غارات خان يونس.. هل تم العثور على جثته؟

محمد السنوار
محمد السنوار

ما زالت الأنباء حول مقتل القيادي البارز في حركة حماس محمد السنوار، شقيق القائد العام السابق للحركة يحيى السنوار، محاطة بالغموض، في ظل تضارب المعلومات الرسمية وغير الرسمية بعد الغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت محيط المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

حقيقة مقتل السنوار

كشفت مصادر خاصة لقناتي "العربية" و"الحدث" عن العثور على جثة القيادي البارز في حركة حماس، محمد السنوار، إلى جانب جثث عشرة من معاونيه، وذلك داخل أحد الأنفاق الواقعة في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأفادت المصادر، اليوم الأحد، بأنه جرى التأكد من مقتل محمد السنوار قائد لواء خان يونس التابع لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، وذلك إثر سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط المستشفى الأوروبي شرق المدينة خلال الأيام الماضية.

كما أشارت المعلومات إلى أن القائد العسكري الآخر، محمد شبانة، المسؤول عن لواء رفح، قد لقي مصرعه كذلك في نفس الهجمات الجوية التي طالت مواقع متعددة في جنوب القطاع، وكان من بين من قضوا في الموقع نفسه مع السنوار.

فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، عن مصادر أمنية مطلعة قولها إنه لا توجد معلومات مؤكدة حتى اللحظة حول ما إذا كانت جثة محمد السنوار قد عثر عليها في أعقاب الغارات التي نفذت مؤخرًا على المستشفى الأوروبي، وأضافت المصادر ذاتها أن التحقيقات لا تزال جارية لفحص نتائج الضربات الجوية بدقة قبل إصدار أي إعلان رسمي.

اقرأ أيضًا:

وفي تطور لافت، ألمح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريحات أدلى بها السبت، إلى أن محمد السنوار قد قتل بالفعل، وذلك دون تأكيد رسمي مباشر، وجاء ذلك خلال تعقيبه على العمليات الإسرائيلية الأخيرة ضد جماعة الحوثي في اليمن، والتي شملت هجمات جوية على ميناءين حيويين، حيث وجه كاتس تهديدًا واضحًا إلى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

وقال كاتس في تصريحه: "إذا استمر إطلاق النار من اليمن، فسنستهدف عبد الملك الحوثي كما فعلنا مع السنوارين"، في إشارة تحمل دلالة قوية إلى كل من يحيى السنوار ومحمد السنوار، ما يعكس اعتقادًا داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية بأن عملية اغتيال محمد السنوار قد تمت أو أنها على وشك أن تحسم.

ضربات إسرائيلية

وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ، قبل أيام قليلة، سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق قريبة من المستشفى الأوروبي في خان يونس، حيث أعلن أن الهجوم كان جزءًا من عملية مخصصة لاغتيال محمد السنوار، وأدت هذه الضربات إلى مقتل عشرات الأشخاص، إلا أن هوية المستهدفين لا تزال غير مؤكدة بشكل رسمي.

وبحسب ما أوردته مصادر أمنية إسرائيلية في أعقاب الهجوم، فإن فرق الاستخبارات والجيش ما زالت تعمل على فحص موقع الغارة وجمع الأدلة الجنائية وتحليل المعلومات المتوفرة لتحديد ما إذا كان محمد السنوار بين القتلى، أو ما إذا كان قد نجا من الضربة.

تهديدات إسرائيلية

التصريحات التي أدلى بها وزير الجيش الإسرائيلي لم تقتصر على الملف الفلسطيني، بل امتدت إلى الصراع مع الحوثيين في اليمن، الذين تتهمهم إسرائيل بإطلاق صواريخ وطائرات مسي،ة باتجاه أهداف في البحر الأحمر ومحيطه. 

وأكد كاتس في تهديد مباشر أن إسرائيل ستعتمد نهج "الاغتيالات النوعية" لمواجهة هذا التهديد، ملمحًا إلى إمكانية إدراج عبد الملك الحوثي على قائمة الأهداف، أسوة بما تم مع قادة حماس.

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وخصوصًا في خان يونس، حيث تتكثف العمليات لاستهداف قيادات حماس في محاولة لتقويض ما تبقى من البنية التنظيمية والعسكرية للحركة، بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب المفتوحة التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي الوقت ذاته، تعكس التحركات الإسرائيلية توجهًا لتوسيع دائرة الاشتباك الإقليمي، خاصة مع تصاعد الهجمات الحوثية وازدياد الضغط على الجبهة الجنوبية لإسرائيل، ما يدفعها للجوء إلى رسائل ردعية عبر عمليات الاغتيال والتهديدات المباشرة.

هدف استراتيجي

يبقى مصير محمد السنوار غير محسوم حتى اللحظة، في انتظار نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية لتحديد مدى نجاح الغارة الأخيرة. 

ويعد السنوار أحد الأهداف ذات القيمة العالية بالنسبة لإسرائيل، نظرًا لموقعه القيادي في الجناح العسكري لحماس، وصلته الوثيقة بشقيقه يحيى السنوار، الذي يعتبر من أبرز مهندسي العمليات العسكرية للحركة.

وفي ظل الغموض الرسمي، وتلميحات كبار المسؤولين، يبدو أن إسرائيل تسعى لاستثمار أي نجاح محتمل على صعيد اغتيال محمد السنوار ضمن سياق دعائي ورسائل ردعية إقليمية، لكن تأكيد مقتله سيبقى مرهونًا بتقارير استخباراتية قاطعة لم تصدر بعد. 

وفي المقابل، تعكس التهديدات الإسرائيلية لزعيم الحوثيين توسعًا واضحًا في قواعد الاشتباك، ما ينذر بمزيد من التصعيد في عدة ساحات بالتوازي مع استمرار العمليات في غزة.

العربية