استهداف الوفد الدبلوماسي في جنين يشعل التوتر بين أوروبا وإسرائيل.. وإيطاليا تصعد

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، اليوم الأربعاء، عن استدعاء السفير الإسرائيلي على خلفية حادثة إطلاق النار التي استهدفت وفدًا من الدبلوماسيين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. 

ووصف "تاياني"، الطلقات التحذيرية التي أطلقتها القوات الإسرائيلية تجاه الوفد بأنها تهديدات "غير مقبولة"، مناشدًا الحكومة الإسرائيلية بتقديم توضيحات فورية حول ما جرى.

إدانات أوروبية شديدة

لم تتوقف ردود الفعل على إيطاليا فقط، بل أدانت إسبانيا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي بشدة هذه الوقعة، معبرة عن استيائها من استهداف الدبلوماسيين الذين كانوا يقومون بزيارة رسمية تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي. 

ومن جهته، شدد وزير الخارجية البلجيكي، مكسيم بريفو، على أن الوفد البلجيكي بخير، مؤكدًا على ضرورة الحصول على "توضيحات مقنعة" من الجانب الإسرائيلي.

كما نددت وزارة الخارجية الإسبانية بشدة بحادثة إطلاق النار التي تعرض لها وفد دبلوماسي أثناء زيارته إلى منطقة جنين بالضفة الغربية، مشددة على أن التحقيق جارٍ لمعرفة ملابسات الحادث بشكل دقيق.

و لفتت الخارجية الإسبانية، إلى أن أحد الدبلوماسيين الإسبان كان ضمن الوفد الذي استهدفته طلقات الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا الدبلوماسي في حالة جيدة وبخير، مؤكدة أنها تواصل اتصالاتها مع دول أخرى معنية بالحادث بهدف تقديم رد موحد وموثق على ما جرى، معربةً عن إدانتهم الشديدة لهذه الواقعة التي تهدد أمن الدبلوماسيين.

وبدورها، استنكرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم الأربعاء، بشدة إقدام القوات الإسرائيلية على إطلاق النار تجاه وفد دبلوماسي أوروبي خلال تواجده في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

تفاصيل الواقعة ورد الجيش الإسرائيلي

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أقر في بيان رسمي اليوم الأربعاء، أنه أطلق طلقات تحذيرية بعد انحراف مسار الزيارة الدبلوماسية عن المسار المعتمد، ودخول الوفد منطقة محظورة، ما استدعى ردة فعل جنود الاحتلال.

وأعرب الجيش الإسرائيلي، عن أسفه للإزعاج الناتج عن الحادث، لافتًا إلى عدم وقوع إصابات.

وخلال تصريحات أدلى بها دبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد لوكالة "فرانس برس"، وصف سماع إطلاق نار متكرر داخل مخيم جنين، مما دفع الجميع إلى التراجع والاحتماء. 

كما أظهرت مقاطع فيديو الجنديين الإسرائيليين في موقع الحادث يصوبان أسلحتهما باتجاه مجموعة من الأشخاص بالقرب من بوابة المخيم.

ردود فلسطينية غاضبة

ومن جانبها، استنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية، هذا الحادث ووصفته بـ"الجريمة النكراء"، مشددة على أن الجيش الإسرائيلي استهدف وفدًا دبلوماسيًا معتمدًا لدى دولة فلسطين. 

واعتبر أحمد الديك، المستشار السياسي للوزارة، الذي قاد الوفد أثناء الزيارة، إطلاق النار "جنونًا" من قبل الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا على أهمية نقل صورة واضحة عن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون.

تحقيق عاجل وتواصل دبلوماسي

وفي السياق ذاته، أكد "الجيش"، أن قائد فرقة الضفة الغربية، العميد ياكي دولف، سيباشر تحقيقاً فورياً في الحادث، فيما أصدر قائد الإدارة المدنية، العميد هشام إبراهيم، تعليمات مباشرة لضباط الوحدة بالتواصل مع ممثلي الدول المعنية.

وأشار "الجيش"، إلى أن العميد هشام سيعقد لقاءات شخصية مع أعضاء الوفد لإطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي، مشددًا في ختام البيان "الأسف العميق للإزعاج الذي تسبب به الحادث".

تحركات دبلوماسية مرتقبة

وبدورها، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن ضباطاً كباراً سيباشرون قريباً بإجراء محادثات رسمية مع ممثلين عن دول شاركت في البعثة، من بينها إسبانيا وكندا والصين وفرنسا، وذلك بهدف توضيح ملابسات الحادثة وتقديم اعتذار رسمي.