كشفت القناة العبرية الـ12، في تقرير لها اليوم الخميس، عن آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي تشهد حالياً حالة من الجمود المعقد بسبب تباين المواقف واشتداد الضغوط الدولية.
استمرار مفاوضات الدوحة
وبحسب القناة، نقلًا عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع، فإن المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى لم تصل إلى طريق مسدود بعد رغم حالة الشكوك المحيطة بها، مضيفاً: "ما زالت لدينا القدرة على التكيف مع أي قرار سياسي سيتخذ بشأنها".
اقرأ أيضًا:
- رغم تعثر المفاوضات.. رجل أعمال فلسطيني يقود وساطة أمريكية غير تقليدية مع حماس
- مأزق سياسي وعسكري يعيق التقدم.. من السبب وراء إفشال مفاوضات الدوحة؟
وأكد المصدر أن تل أبيب لا تنوي أن تكون الطرف المعطل أو المعرقل لأي تسوية قادمة، قائلاً: "إذا طلب منا وقف القتال، سنوقفه"، في إشارة إلى استعداد مبدئي لإنهاء العمليات العسكرية إذا توفرت التغطية السياسية الملائمة.
ورغم ما يبدو من مرونة إسرائيلية في التصريحات، تشير تسريبات من داخل غرف المفاوضات إلى عقبة مركزية تعرقل التقدم الحقيقي، وتتمثل في إصرار حماس على الحصول على ضمانات مكتوبة تلزم إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل نهائي، وهو شرط ترفض تل أبيب التعامل معه كأمر مسلم به.
ضغوط على إسرائيل
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تقريراً مطولاً سلط الضوء على البعد السياسي والدولي لهذه المفاوضات، موضحة أن إسرائيل لا تزال تحاول امتصاص الضغوط الدولية المتزايدة لا سيما تلك الصادرة عن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، لوقف ما وصف بأنه "حرب إبادة" تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة أن كلما زادت الضغوط الخارجية على إسرائيل زاد تصلب حركة حماس في مواقفها التفاوضية، إذ ترى في هذه الضغوط فرصة لتعزيز مطالبها.
وفي المقابل، تبدي إسرائيل تشدداً في خطابها السياسي والعسكري، حتى لا تفي أي استجابة للمجتمع الدولي على أنها تراجع يُغري حماس بتعقيد المطالب، لذلك، تحرص تل أبيب على الإبقاء على نبرة التحدي والتصلب لتفادي إعطاء إشارات قد تترجم على أنها ضعف سياسي أو انهيار في الموقف العسكري.
وبناءً على هذه المعادلة، فإن إسرائيل – وإن اضطرت إلى إظهار بعض الليونة الشكلية أمام العالم – فإنها تعمد في الوقت ذاته إلى تصعيد عملياتها الميدانية أو تفعيل تهديدات مسبقة مثل "خطة مركبات جدعون"، في محاولة للحفاظ على صورة القوة والردع ومنع حماس من الاستثمار السياسي في تلك الضغوط.
استنزاف البيئة الشعبية
وعلى صعيد إدارة الشأن الإنساني، تحاول تل أبيب انتهاج سياسة مزدوجة تجمع بين السماح المحدود بدخول مساعدات إنسانية من جهة، والإبقاء على الضغط الاقتصادي والمعيشي المكثف على سكان غزة من جهة أخرى، بهدف استنزاف البيئة الشعبية الحاضنة لحركة حماس وتقويض قدرتها على الصمود الشعبي.
وتحرص إسرائيل، حسب ما ورد في التقرير، على أن تقدم أي خطوة إنسانية بمظهر الإحسان المؤقت لا التنازل السياسي، كي لا يفهم ذلك على أنه تغيير في جوهر استراتيجيتها الحربية، فالهدف النهائي، كما تصر إسرائيل، لا يزال القضاء على حماس وتحقيق ما تسميه "النصر الكامل".
وفي هذا السياق، رسمت إسرائيل لنفسها ما تصفه بـ"التسويات المقبولة"، وهي ليست سوى خطة لإجبار حماس على الاستسلام وفق شروط محددة مسبقاً، وتشمل هذه الشروط ترحيل القادة والعناصر البارزين في الحركة وفصائل المقاومة الأخرى إلى خارج القطاع، في تكرار لنموذج ترحيل مقاتلي منظمة التحرير من لبنان عام 1982، إضافة إلى نزع السلاح الكامل من كافة الأذرع العسكرية.