في مؤشر جديد على تصاعد قدرات المقاومة الفلسطينية وتطور تكتيكاتها، كشف موقع "والا" الإسرائيلي أن حركة حماس عادت مؤخرًا لاستخدام الطائرات المسيرة في عملياتها الهجومية داخل قطاع غزة، وهو ما اعتبره ضباط في جيش الاحتلال دليلًا على استعادة الحركة لقدر من "الراحة الميدانية" التي تسمح لها بالمناورة وتنفيذ عمليات معقدة.
هجوم بطائرة مسيرة
وفقًا للتقرير الإسرائيلي، قامت طائرة مسيّرة تابعة لحماس بإلقاء قنبلة يدوية على قوة عسكرية إسرائيلية شمال قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة جنديين أحدهما إصابته متوسطة والآخر طفيفة.
وأوضح ضابط في جيش الاحتلال للموقع أن هذه العملية تمّت بدقة وبطريقة تشير إلى امتلاك الحركة معلومات مسبقة عن تمركز الجنود الإسرائيليين ومسار تحركهم.
عودة تكتيك قديم
ووفق ضباط احتياط إسرائيليين، فإن هذا الهجوم لا يمثل حدثًا معزولًا، بل يعكس عودة واضحة لتكتيك استخدمته حماس بشكل مكثف في الأسابيع الأولى من الحرب، قبل أن يختفي لفترة نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي، لكنه عاد للظهور في الآونة الأخيرة بشكل تدريجي ومنتظم.
وهذه العودة، كما يقول الضباط، تشير إلى تغير ملحوظ في ميزان السيطرة الميدانية لصالح حماس في بعض الجبهات، رغم استمرار العمليات الإسرائيلية المكثفة.
مراقبة دقيقة
المثير في تقييمات جيش الاحتلال، كما ينقلها الموقع، هو إقرار جنود احتياط بأن حركة حماس كثفت من استخدام المسيرات لأغراض المراقبة والرصد، إلى جانب استخدام مناظير ووسائل مراقبة متطورة عن بعد.
وأكدوا أن الحركة تتابع على مدار الساعة تحركات الجيش الإسرائيلي وتجمع بيانات استخباراتية محدثة ومركزة، ما يمنحها أفضلية في التخطيط وتنفيذ الكمائن والهجمات الدقيقة.
تهريب مسيرات خلال فترات التهدئة
وفي محاولة لتفسير كيفية حصول الحركة على هذا النوع من المسيرات، زعم ضباط إسرائيليون أن حماس استغلت فترات التهدئة المؤقتة ووقف إطلاق النار لتهريب المسيرات إلى داخل القطاع، مستفيدين من تدفّق المساعدات الإنسانية ودخول مئات الشاحنات يوميًا عبر المعابر خلال تلك الفترات، كما لم يستبعد، بحسب نفس المصادر، وجود عمليات تهريب جوي عبر طائرات دون طيار أو وسائل غير تقليدية.
رسالة سلبية للجيش الإسرائيلي
عبر أحد الضباط بصراحة عن قلقه من دلالات هذا التطور الميداني، مؤكدًا أن "عودة المسيرات إلى مسرح العمليات تؤكد غياب الضغط العسكري المستمر على الحركة، وهو ما يعتبر مؤشرًا سلبيًا جدًا من وجهة نظرنا".
وأضاف: "إذا كانت حماس قادرة على استخدام الطائرات المسيرة بانتظام، فهذا يعني أنها نجحت في خلق جيوب آمنة تتحرك فيها، ما يتناقض تمامًا مع فرضية التفوق الميداني الإسرائيلي".
