علقت حركة "فتح"، اليوم الأربعاء، على الخطوة الإسرائيلية المتمثلة في سحب الصلاحيات الإدارية من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية بالحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وتسليمها لما يسمى بـ"المجلس الديني اليهودي في كريات أربع".
اتفاقات مريبة بعد زيارة استفزازية
ووجه المتحدث باسم "فتح" ماهر النمورة، في بيان صحفي، تحذير من خطورة هذه القرارات، مشيراً إلى أنها جاءت عقب زيارة وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى الخليل، حيث التقى بزعماء المستوطنين وقيادة جيش الاحتلال، إلى جانب ما يعرف بـ"الإدارة المدنية".
وقد نتج عن هذه اللقاءات عن التوافق على منح المجلس الديني اليهودي صلاحيات إدارية ودينية كاملة داخل الحرم الإبراهيمي، في خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة منذ احتلال المدينة عام 1967.
سحب قانوني وتهويد معلن
وأشار "النمورة"، إلى أن هذه الخطوة تعني إزالة الحاجز القانوني الذي كان يمنع انتزاع الصلاحيات من بلدية الخليل ووزارة الأوقاف الإسلامية، ليتم نقلها مباشرة إلى مجلس المستعمرين الديني في كريات أربع.
كما ستسجل المغارة باسم "الشعب اليهودي"، ويخطط لبناء سقف جديد، وتظليل ساحة يعقوب، علاوة على تركيب منظومة حديثة لمكافحة الحرائق، ومرافق عامة تخدم المستوطنين فقط، وهو ما يرفضه الفلسطينيون رفضاً قاطعاً.
استهداف للمكانة الإسلامية والتاريخية
كما أكد "النمورة"، على أن هذه الإجراءات تمثل اعتداءً واضحاً على قدسية الحرم الإبراهيمي ومكانته الدينية والتاريخية التي تخص المسلمين في فلسطين وفي جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، مشددًا على أن هذا المخطط لا يقتصر على الجانب الإداري، بل يندرج في سياق فرض واقع تهويدي متكامل، يمنح المستوطنين مزيداً من السيطرة والانتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، أشار "النمورة"، إلى أن التعديلات الجارية تُعد الأولى من نوعها منذ صدور قرارات لجنة "شمغار" عام 1994، وقد بدأت فعلاً على الأرض من خلال إقامة مرافق جديدة تخدم المستعمرين فقط، مما ينذر بتصعيد خطير قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع وإشعال التوتر في المنطقة.
نداء عاجل للعالم الإسلامي
وفي ختام بيانه، دعا "النمورة"، الأمتين العربية والإسلامية، وجميع أحرار العالم، إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الإجراءات الإسرائيلية، وحماية الحرم الإبراهيمي باعتباره إرثاً إسلامياً مقدساً لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل هو ملك لكل العرب والمسلمين حول العالم.