من داخل المخابرات.. تفاصيل اجتماعات فتح وحماس في القاهرة لتوقيع اتفاق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أفاد وكيل المخابرات المصرية السابق، اللواء محمد إبراهيم الدويري، بتفاصيل غير معلنة حول جهود مصر لتوحيد مواقف الفصائل الفلسطينية وتوقيع اتفاق الوفاق الوطني عام 2011، مؤكداً أن هذه الخطوة جاءت بعد سنوات من العمل المتواصل بقيادة جهاز المخابرات المصرية.

اجتماعات داخل المخابرات

وأشار "الدويري"، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الاتفاق لم يكن وليد اللحظة بل جاء بعد حوار فلسطيني بدأ منذ عام 2009، مضيفاً: "كنا نأتي بهم من الفنادق إلى مقر جهاز المخابرات يومياً، ندخلهم إلى غرفة المفاوضات صباحاً ولا نغادر قبل العاشرة مساءً، لمدة عشرة أيام متواصلة"، موضحًا أنهم "احتجزوا – بالمعنى الإيجابي – الفصائل حتى الوصول إلى صياغة الاتفاق".

التوقيع والاحتفال

كما أكد "الدويري"، أن مصر قادت المفاوضات بشكل مباشر وسافر شخصياً إلى سوريا عدة مرات للقاء الفصائل وحل الخلافات، حتى تمت صياغة الوثيقة والتوقيع عليها في احتفال كبير داخل مقر المخابرات بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك خالد مشعل، ووزير الخارجية المصري نبيل العربي، ورئيس جهاز المخابرات مراد موافي، إضافة إلى جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء، والسفراء العرب والأجانب.

وفي السياق ذاته، شدد "الدويري"، على أن الدولة المصرية دعمت القضية الفلسطينية انطلاقاً من مبادئها وأمنها القومي، مؤكداً أن اتفاقية 2011 كانت شاملة ومتوازنة وواقعية، لكن الانقسام استمر بسبب غياب الإرادة السياسية لدى الفصائل، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، محملاً الطرفين مسؤولية مشتركة عن استمرار الانقسام.

الذريعة الإسرائيلية

وتابع "الدويري"، أن هذا الانقسام منح إسرائيل الذريعة لتكرار مقولتها بأنه لا يوجد شريك فلسطيني للتفاوض، في حين أن مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي سعت لإثبات وجود شريك فلسطيني قادر على خوض المفاوضات.

كما لفت "الدويري"، إلى أهمية وثيقة الأسرى الموقعة عام 2006 من قبل عدد من قادة الفصائل، بينهم مروان البرغوثي وعبد الخالق النتشة وبسام السعدي وعبد الرحيم ملوح، مبيناً أن الوثيقة عززت الموقف المصري بأن المفاوضات يجب أن تكون من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

وختم "الدويري"، بالقول إن هذه الوثيقة ساعدت في الدفع نحو إقامة نواة حقيقية لدولة فلسطينية، لكن اليوم يبقى السؤال: من هو الشريك الفلسطيني للتفاوض؟ هل هي حكومة حماس في غزة، أم السلطة الفلسطينية في رام الله؟ هل هو الرئيس محمود عباس أم إسماعيل هنية؟

روسيا اليوم