زامير يلوح بصفقة تبادل جديدة بين إسرائيل وحماس.. هذه تفاصيلها

زامير
زامير

أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الثلاثاء، عن استعداده لبحث صفقة تبادل جديدة مع حركة حماس تتضمن الإفراج عن نحو 200 من عناصر الحركة المحتجزين في رفح مقابل استعادة رفات الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، الذي تحتجزه حماس منذ عام 2014 دون الكشف عن مصيره حتى اليوم.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أكد زامير أن الجيش الإسرائيلي منفتح على مناقشة ترتيبات إنسانية من شأنها إنهاء ملف غولدين، الذي ظل عالقًا لأكثر من عقد، مشيرًا إلى أن الصفقة المقترحة تتعلق بمقاتلين فلسطينيين عالقين داخل نفق خلف “الخط الأصفر” ضمن الأراضي الإسرائيلية الحدودية مع رفح.

قصة هدار غولدين

تعود قضية هدار غولدين إلى صيف عام 2014 حينما شارك في عملية “الجرف الصامد” التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وخلال معارك عنيفة في مدينة رفح، اختفى الضابط الإسرائيلي وأعلنت تل أبيب مقتله بينما أكدت حماس احتجاز رفاته، ومنذ ذلك الحين، تحول الملف إلى ورقة تفاوض حساسة بين الجانبين، حيث ترفض حماس الكشف عن أي تفاصيل بشأن مكان الجثمان أو حالته.

وتعد هذه القضية من أكثر الملفات الإنسانية تعقيدًا في العلاقة بين إسرائيل وحماس، إذ تمثل رمزًا للضغط الشعبي داخل إسرائيل لإعادة “الجنود المفقودين”، فيما تراها المقاومة الفلسطينية ورقة استراتيجية للتفاوض على الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

صفقة جديدة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار

تأتي هذه التحركات في ظل اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحماس، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وتخللته عمليات محدودة لتبادل الأسرى بين الطرفين، ووفق مصادر إسرائيلية، فإن الصفقة الجديدة قد تكون امتدادًا لتفاهمات التهدئة، لكنها تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية أعمق نظرًا لحساسيتها داخل إسرائيل.

ويعتقد أن إسرائيل تسعى من خلال هذه المبادلة إلى تحقيق اختراق معنوي عبر استعادة رفات غولدين، ما يمنح حكومة نتنياهو دعمًا داخليًا في ظل الانتقادات المتزايدة بشأن إدارة ملف الأسرى والمفقودين، بينما تأمل حماس في تحقيق مكسب سياسي وإنساني يتمثل في إطلاق سراح عناصرها المحتجزين.

توازنات دقيقة ومفاوضات خلف الكواليس

تؤكد تقارير إسرائيلية أن أي صفقة من هذا النوع لن تتم دون وساطة إقليمية، قد تشمل مصر وقطر، اللتين تلعبان دورًا أساسيًا في إدارة ملفات التهدئة بين إسرائيل وحماس، كما أشارت يديعوت أحرونوت إلى أن بعض مسؤولي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعارضون فكرة الصفقة، معتبرين أن الإفراج عن هذا العدد من عناصر حماس قد يضعف موقف تل أبيب في المفاوضات الأوسع حول تبادل الأسرى.

في المقابل، ترى أطراف داخل الحكومة أن استعادة الرفات تمثل واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا تجاه عائلة غولدين والجيش الإسرائيلي، خاصة مع مرور أكثر من 11 عامًا على فقدانه دون أي تقدم ملموس في القضية.

إرم نيوز