أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية فتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج سكان قطاع غزة بالتنسيق مع القاهرة، مع فرض إجراءات رقابية وأمنية مشددة على المعبر، وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من مقاربة إسرائيلية تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع مصر، بهدف زيادة الضغط على حركة حماس وتقليص تأثيرها على الأوضاع في القطاع.
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن فتح المعبر سيشكل أداة إضافية للتأثير على حركة حماس، من خلال الربط بين الأوضاع الاقتصادية والأمنية للقطاع، وهو ما قد يسهم في ضبط حركة السكان والسلع وفق رؤية الاحتلال.
الموقف المصري
في المقابل، أكدت مصر على رفضها أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير ديموغرافي في غزة، أو أن تُفسر على أنها تمهيد لتهجير الفلسطينيين خارج القطاع، ويركز الموقف المصري الرسمي على الحفاظ على الأمن القومي، ومنع أي محاولات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية أو الضغط على الفلسطينيين في غزة.
قراءة سياسية
يرى المحلل السياسي أمير مخول أن نتنياهو مستمر في السعي لاستغلال أي فرصة للتأثير على الأوضاع في غزة، مضيفًا: "أي فرصة للتهجير أو التوافق على خطوات من هذا النوع ستُستغل على الفور، وتسعى إسرائيل لاستخدام اتفاق الغاز مع مصر كأداة ضغط، رغم أن الاستفادة الاقتصادية مشتركة بين الطرفين."
ويضيف مخول أن التوتر بين إسرائيل ومصر ليس بسبب الغاز بحد ذاته، بل بسبب ملف غزة، مشيرًا إلى أن مصر لن تسمح بأي تهجير للفلسطينيين، لأن القضية ترتبط بالأمن القومي المصري، وليس مجرد مسألة تكتيكية.
الإعلام والسياسة الداخلية الإسرائيلية
يقول مخول إن نتنياهو يكثر من التصريحات الإعلامية والتلميحات الأمنية قبل لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحًا: "كل هذه المناورات موجهة لإدارة ترامب والمجتمع الإسرائيلي لإظهار أن نتنياهو متمسك بالثوابت وقادر على إدارة جميع الملفات."
ويشير إلى أن تصريحات الوزراء الإسرائيليين مثل سموتريتش، حول التهديدات العسكرية ليست أكثر من أداة ضغط لخلق أجندة جديدة قبل اللقاء مع ترامب، وأن نتنياهو يدرك حدود تحركه، خاصة فيما يتعلق بلبنان وسوريا وقطاع غزة.
التأثير على الملفات الإقليمية
حول الملف اللبناني، أوضح مخول أن إدارة ترامب تعتبر الحل الدبلوماسي هو الخيار الوحيد لنزع سلاح حزب الله، وإلا قد تواجه المنطقة انهيارًا في لبنان، وهو ما تسعى الولايات المتحدة لتجنبه.
ويشير مخول إلى أن نتنياهو ليس في موقع لمواجهة ترامب مباشرة، وأنه سيستمع لتعليمات الإدارة الأمريكية أكثر مما قد يغير من سياساتها، ما يجعل الملفات الحساسة، بما فيها غزة ولبنان، مؤجلة حتى بعد لقاء ترامب.
