مفاوضات تحت القصف.. ما هي فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؟

الحرب على غزة
الحرب على غزة

تواصل إسرائيل السعي لإجراء مفاوضات مع حركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، لكنها تصر على التفاوض تحت وطأة التصعيد العسكري المكثف.

وتعتمد تل أبيب على سياسة الضغط الأقصى لإجبار حماس على تقديم تنازلات، في حين تتمسك الحركة بضرورة أن تكون أي تفاهمات جديدة ضمن إطار الاتفاق الموقع في يناير الماضي، بحيث تكون مدخلًا لمفاوضات المرحلة الثانية منه، لكن إسرائيل تحاول فرض اتفاق جديد يمنع تنفيذ استحقاقات هذه المرحلة.

اقرأ أيضًا:

العودة إلى نقطة الصفر

بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، أسعد غانم، فإن التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة أجهض تمامًا أي فرصة للانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية، معتبرًا أن استئناف الحرب أعاد الوضع إلى نقطة الصفر، مما أدى إلى انهيار الاتفاق السابق بين الطرفين. 

وأوضح غانم، أن إسرائيل تسعى لإعادة صياغة ظروف التفاوض مع حماس من جديد، بحيث تبدأ المحادثات من نقطة مختلفة تمامًا، مما يزيد الضغط على الحركة.

وأضاف غانم، أن رفض حماس للمقترح الإسرائيلي الأخير قد يؤدي إلى تصعيد عسكري أعنف ضد سكان قطاع غزة، موضحًا أن الحركة تصر على استئناف مفاوضات المرحلة الثانية لضمان بقائها في المشهد السياسي، وتحقيق هدفها بوقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. 

لكنه شدد على أن إسرائيل غير معنية بوقف الحرب، وترى أن استمرارها يخدم مصالحها الاستراتيجية، كما أشار إلى أن على حماس البحث عن بدائل أخرى بعيدًا عن مفاوضات المرحلة الثانية، مع التركيز على دعم المبادرة المصرية كحل لوقف الحرب، محذرًا من أن تمسكها بشروطها قد يؤدي إلى تصعيد عسكري أكثر عنفًا من السابق.

مخططات نتنياهو

أما الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، فيرى أن إسرائيل تدرك تمامًا أن الضغط العسكري وحده لن يؤدي إلى صفقة تبادل رهائن مع حماس، لكنها تستغل تعثر المفاوضات كفرصة لزيادة الدمار في غزة بما يخدم مخططات أخرى أبرزها تهجير سكان القطاع.

وأوضح قبها، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض تمامًا تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق، لأنه يعلم أن ذلك قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي، ولذلك، يركز حاليًا على استغلال الحرب لتمرير الميزانية في الكنيست، متحصنًا بالدعم الأميركي المطلق، والذي يمنحه حرية تنفيذ هجوم عسكري جديد ضد غزة.

وأضاف قبها أن حكومة نتنياهو لا تضع حياة الرهائن ضمن أولوياتها، خاصة أن الولايات المتحدة وقطاعًا كبيرًا من الإسرائيليين يحملون حماس المسؤولية عن مصير المحتجزين، وأشار إلى أن إمكانية التوصل لاتفاق جديد تعتمد بشكل أساسي على جهود الوسطاء والموقف الأميركي، خاصةً في ظل المحاولات الجارية للوصول إلى تسوية مقبولة للطرفين.

وبحسب التقديرات، فإن حركة حماس قد تقبل بهدنة مؤقتة تتضمن تبادل رهائن وفقًا للمقترح الأميركي، لكنها ستشترط تقديم ضمانات من إدارة دونالد ترامب تضمن وجود آلية واضحة لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مع تنفيذ بعض بنود المرحلة الثانية من الاتفاق.

إرم نيوز