وسط تصعيد دموي واستهداف ممنهج.. جيش الاحتلال ينسحب من هذه المناطق شمال غزة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

في خطوة تعكس تغيرًا تكتيكيًا في مسار العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة تحت اسم "عربات جدعون"، أعاد الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، تموضع قواته وانسحب من عدة مناطق شمالية كان قد توغل فيها خلال الأسبوعين الماضيين، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، بما في ذلك مراكز إيواء ومدارس ومستشفيات.

انسحاب جيش الاحتلال 

وأفاد مراسل "إرم نيوز" من غزة بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من مناطق شمال بيت لاهيا، ومنطقة العطاطرة والسلاطين الواقعة شمال القطاع، والتي كانت قد شهدت عمليات عسكرية كثيفة خلال المرحلة الأولى من العملية.

اقرأ أيضًا:

وقد توافد مئات المواطنين الفلسطينيين إلى هذه المناطق فور انسحاب القوات الإسرائيلية لتفقد منازلهم المدمرة، ومحاولة استعادة ما تبقى من ممتلكاتهم وسط دمار واسع.

وتجدر الإشارة إلى أن القوات الإسرائيلية كانت قد تقدمت إلى هذه المناطق في إطار الحملة العسكرية التي بدأت قبل نحو أسبوعين، ونفذت خلالها عمليات تفجير وتدمير موسعة طالت المنازل والبنية التحتية، ما خلف دمارًا شاملاً ونزوحًا جماعيًا للسكان.

ورغم الانسحاب من بعض المناطق، لا تزال القوات الإسرائيلية تحتفظ بوجودها العسكري في نقاط استراتيجية شمال القطاع، أبرزها منطقة بيت حانون، وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث تتمركز قوات الجيش في تلة المنطار المشرفة على الحي، وتواصل عملياتها العسكرية وقصفها المتكرر في هذه الأحياء، بما في ذلك حي التفاح المجاور، في ظل مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية.

تصعيد دموي

وفي تصعيد مأساوي جديد، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي خيام نازحين داخل مدرسة الحناوي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد 14 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، في مشهد وصفه السكان بالمجزرة. 

كما استهدف قصف إسرائيلي منزلًا في ذات المدينة، ما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل، وسط استمرار القصف العنيف على مناطق الجنوب.

وفي تطور خطير آخر، قصف الجيش الإسرائيلي مبنى في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، باستخدام طائرات مسيرة انتحارية، دون تسجيل إصابات بشرية، إلا أن الاستهداف ترك آثارًا نفسية جسيمة على المرضى والطواقم الطبية. 

ووفق بيان رسمي لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن القصف طال سطح مبنى الإدارة بالمستشفى، ما تسبب بحالة من الهلع والإرباك داخل أقسامه.

وحذرت الوزارة من أن استمرار استهداف المرافق الطبية يعكس سياسة ممنهجة لتقويض المنظومة الصحية في القطاع، التي باتت شبه منهارة نتيجة الضغط الهائل ونقص الإمدادات، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير الحماية للمستشفيات وتجريم الاعتداء على الطواقم الطبية والمرضى.

وبحسب بيانات وزارة الصحة، ارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء إلى أكثر من 28 شهيدًا، إلى جانب عدد من الجثامين التي تم انتشالها من المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، حيث تبيّن أن عدداً من المدنيين قضوا نتيجة استهدافات مباشرة خلال الفترة الماضية.

إرم نيوز